الأحد، 31 مايو 2015

المرشدية:

حركة دينية ظهرت مطلع القرن العشرين ضمن الطائفة النصيرية بقيادة صبي اسمه سلمان مرشد (ولد عام 1907) من جوبة البرغال، وكانت ذات طابع ديني قبلي، فهي تمردت على العقيدة النصيرية المتمسكة بالوهية علي بن ابي طالب وتقديس شيوخ الدين وعبادة المقامات ... واتخذت لنفسها خطا اخر لا يقل كفرا عن النصيرية الا انها غيرت الرموز. وهي قبلية من جهة ان المنتسبين اليها كانوا من نفس قبيلة سلمان المرشد وهي القبيلة الغسانية التي كانت منتشرة في الساحل السوري واطراف حمص وشمال فلسطين.
هناك بعض الحقائق حول المرشدية قد يجهلها الكثيرون منها:
1- ان صاحب هذه الدعوة عندما اعلنها كان غلاما يافعا لم يتجاوز عمره ستة عشر عاما. وقد انساقت وراءه جموع الغسانية وصدقته، وقدر عددهم بحسب المصادر المرشدية باكثر من 80 الفا استطاع المرشد تنظيمهم اجتماعيا وسياسيا ودينيا جاعلا من نفسه البؤرة المركزية لهمز
2- بعد ظهور المرشد ببضع سنين نفته فرنسا الى الرقة فاقام فيها بعد ان تزوج من سنية، كانت احدى زوجاته الاربع وانجب منها بنتا. ولا ادري كيف زوجوه مسلمة وهو في معتقد المسلمين كافر؟
3- كان سلمان المرشد من الموقعين على العريضة المرفوعة لحكومة فرنسا تطالبها بعدم الانسحاب من سوريا مع ان ابناء سلمان واحفاده ينكرون ان يكون وقع عليها ويقولون ان اسمه تم زجه في قائمة الموقعين تزويرا.
4- بعد ان فشلت مطالب العلويين بالانفصال وانسحبت فرنسا من سوريا قامت ثورة لسلمان المرشد سيطر فيها على نواحي كثيرة وقد بارك صالح العلي هذه الثورة وأيدها ومدحها بدوي الجبل في بعض اشعاره. ويبدو الهدف البعيد من الثورة تحقيق ما رفضت فرنسا تحقيقه للعلويين من انفصال لذا تدخلت القوات الفرنسية والبريطانية في اخمادها بطلب من حكومة دمشق عام 1945

5- بعد ثورة سلمان المرشد بسنتين تم اعدامه في دمشق بتهمة ادعائه الربوبية كما اشاعوا. وفي الحقيقة انهم لم يعدموه لهذا السبب ذلك انه كان معروفا ان اتباعه يألهونه منذ زمن بعيد ولم يمنعه هذا من ان يكون عضوا في البرلمان السوري لاكثر من دورة. لكن ما دفع حكام دمشق وقتها لاعدامه هو الخوف على مصالحهم الخاصة، فجميع الطبقة الحاكمة من ال الاتاسي والجابري والقوتلي والبرازي ومردم بك والحفار... كانوا من اسر اقطاعية تركية الاصل وكان كلهم يملك القرى والمزارع والاقطاعات في منطقة الساحل، فلما قويت شوكة المرشد صادر كثيرا من املاك هذه الطبقة مما جعلها تتحرك خوفا على مصالحها فتعدمه. وقد اشاعوا انهم اعدموه لادعائه الربوبية كنوع من الدعاية الاعلامية واستمالة للجموع.

الثلاثاء، 19 مايو 2015



علويون ام نصيريون ؟



حقيقة اسم الطائفة النصيرية التي تسمى اليوم باسم العلوية ...

 النصيرية : واحدة من الفرق الباطنية تعود في اصولها الاولى الى السبئية ( نسبة لعبد الله بن سبأ ) و في القرن الثاني الهجري تطورت الافكار الباطنية على يد شخص فارسي يدعى ( ابو الخطاب محمد بن ابي زينب ) فظهرت الفرقة الخطابية اواسط القرن الثاني، و من الخطابية جاءت الفرق الباطنية الثلاث ( الاسماعيلية، القرامطة، النصيرية ). و قد سميت النصيرية كذلك نسبة لمحمد بن نصيرالنميري، و هو فارسي من موالي بني نمير . ان تسمية النصيريين باسم العلويين هي تسمية مستحدثة و تخالف المعنى الاصطلاحي التاريخي للكلمة، فكلمة علوي في المصادر التاريخية و التي تبحث في الملل و النحل تدل على اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من ذرية علي بن ابي طالب. ان اول من استخدم هذا المصطلح كاسم للنصيريين كان المستعمر الفرنسي عام 1920 عندما انشئ لهم دولة خاصة تضم الساحل السوري و اسماها بدولة العلويين ثم استعملها محمد غالب الطويل عام 1924 و ذلك في كتابه تاريخ العلويين، ثم اعتمد الاسم رسميا كبديل عن النصيريين حتى طغى على الاسم الحقيقي. اما علميا و استنادا لكتب الملل والفرق ككتاب الملل والنحل لعبد الكريم الشهرستاني، وكتاب فرق الشيعة للنوبختي و كتاب المقالات والفرق لسعد القمي و كلهم من القرن الرابع الهجري فقد استعملوا اسم النصيرية او النميرية للدلالة عليهم ، و لم يذكر مصدر واحد من كتب الفرق اسم علويين كدلالة على هذه الفرقة ابدا ، كذلك فان كتب النصيريين السرية الباطنية قديمها وحديثها لم تستعمل اسم علويين كدلالة على الفرقة ابدا و لا مرة واحدة. و هذا ما سنحاول اثباته بالدليل العلمي القاطع.
1-    كتب الفرق السنية و الشيعية:
 يستطع ايها كان ان يراجع كتب الفرق- فهي مطبوعة و متوفرة - للوقوف على حقية اسم النصيرية. لذا لن نتوسع في هذا الجانب كثيرا، و سنكتفي ببعض الشواهد من تلك الكتب، تاركين التركيز الاساسي على كتب النصيريين انفسهم.
 جاء في كتب الفرق السنية عنهم التالي: يقول الشهرستاني ( ت 584 هـ) في كتاب الملل و النحل: النصيرية والإسحاقية: من جملة غلاة الشيعة. ولهم جماعة ينصرون مذهبهم[1].
 اما الاسفراييني ( ت 471)، في كتابه التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين النميرية والشريعية والخطابية وَكَانُوا يدعونَ إلهية جَعْفَر الصَّادِق[2]
 أما كتب الشيعة فتقول:
 في رجال ابن داوود: محمد بن نصير، بالنون المضمومة والصاد المهملة المفتوحة النميري كر (جخ) غال (غض) إليه ينسب النصيرية[3]
وقال ابن شهرآشوب بعد ما ذكر عبد الله بن سبأ: " ثم أحيا ذلك رجل اسمه محمد بن نصير النميري البصري، زعم أن الله تعالى لم يظهره إلا في هذا العصر، وأنه علي وحده، فالشرذمة النصيرية ينتمون إليه، وهم قوم إباحية تركوا العبادات، والشرعيات، واستحلوا المنهيات[4] ... "
و قال ابن ابي الحديد: وتولدت من هذه المذاهب القديمة التى قال بها سلفهم مذاهب أفحش منها قال بها خلفهم ، حتى صاروا إلى المقالة المعروفة بالنصيرية[5]
 و بالمجمل فانه لا يوجد كتاب سني او شيعي من كتب الفرق و الملل او من كتب التاريخ استعمل اسم (العلوية ) كاسم لهذه الفرقة. بل تراوحت التسميات بين : النميرية و النصيرية. وليس اغرب ما في الامر ان اسم (علوية ) لم تعتمده المصادر التاريخية كلها لهذه الفرقة، بل الاغرب ان العلويين انفسهم لا يسمون طائفتهم باسم ( العلوية ) في مصادرهم السرية ابدا، مما يدل ان التسمية ( العلوية ) غير مقنعة لهم ايضا بل اعتمدت ظاهريا كتقية و ذر للرماد في العيون لاخفاء الحقيقة: ان هذه الطائفة هي من بقايا الفرق الباطنية التي خلطت بين التشيع و الزندقة الفارسية و لا علاقة لها بالاسلام، فجاء اسم ( علوية ) لربطها بالاسلام و لتصويرها انها من الفرق الاسلامية. و يمكننا عتمادا على المصادر النصيرية الاصلية السرية ان نقرر التالي:
 لم تستخدم المصادر النصيرية القديمة و الحديثة مصطلح ( علوي ) للدلالة على الطائفة النصيرية قطعا ولا مرة واحدة بل الاسماء الموجودة للطائفة هي: النميرية، النصيرية، الشعيبية، الخصيبية، الموحدين، المؤمنين ... وليس اسم العلوية والعلويين احدها، فلا المنتجب العاني و لا الخصيبي و لا الجلي و لا الجسري و لا الطبراني و لا البغدادي و لا المكزون السنجاري ... من الاقدمين. و لا ابراهيم مرهج و لا عبد اللطيف سعود و لا سليمان الاحمد…من المحدثين استخدم اسم ( علوي، وعلويين ) كاسم للنصيريين:
1-                                  في الرسالة الرستباشية لاعظم شخصية دينية نصيرية و هو الحسين بن حمدان الخصيبي فانه لم يستخدم اسم علوية او علوي دلالة على جماعته و فرقته ، و لا مرة واحدة ، بل كان يخاطب اتباعه و و فرقته باسم: ( المؤمنين )، كذلك في كتابه الهداية الكبرى ( مطبوع ) فانه لم يأت على الموضوع مطلقا. و في ديوان شعره استخدم النسبة لابن نصير و النميرية بقوله:
سلسلي مقدس بهمني               نصروي يحب نمر النمور[6]
 و قوله ( نصروي ) ينسب نفسه لابن نصير ، كما ينسب نفسه للفرس في كلمة (بهمني ) ، و نمر النمور اشارة للنميري محمد بن نصير.  
اما تلميذ الخصيبي و خليفته في العراق ( علي الجسري ) ففي "رسالة التوحيد" اشار الى جماعته باسم ( الاخوان ). و نفس الامر بالنسبة للمكزون السنجاري فلا اثر في شعره لكلمة ( العلوية ) بل استعمل المكزون النسبة الى الشعيبية بقوله: وَبِالشَعيبِيِّ أُدعى بَينَ شُعبَتِها                     وَهَذِهِ في هَواها أَشرَفُ الرُتَبِ[7]
 و في الكتب النصيرية القديمة المطبوعة كالهفت و الصراط فلا وجود ايضا لاي اثر لاسم علويين و علوية
2-                                  و لو اخذنا مصدرا نصيريا قديما بشيء من التفصيل و هو ديوان المنتجب العاني حوالي(٣٥٠ه) و هو من المؤلفات السرية مضافا اليه شرح حديث لابراهيم المرهج، من حوالي 100 سنة، فانه نصل للتالي: في كل شعر المنتجب لم يرد مصطلح علوي او علوية كاسم فرقة او منتسبين لها بل استعمل الفاظا مثل النميرية والنميري و النصيرية والنصيري والشارح للديوان و هو ابراهيم مرهج لم يتطرق في شرحه للنميرية و النصيرية رابطا اياها بالعلوية، فلو كانت كلمة علوية اسما للفرقة لاشار الشارح الى ذلك في معرض شرحه للنميرية و النصيرية مما يدل على ان الكلمة (علوي ) محدثة منذ عقود قليلة مضت و لا اصل لهافي الابجديات الدينية النصيرية كاسم للفرقة. فقد استعمل المنجب العاني كلمة نميرية دلالة على هذه العقيدة في اكثر من مكان وقرنها احيانا بالنصيري والخصيبي،كقوله :
واني نميري في الانتساب === خصيبي لا اتعدى الصواب
شعيبي ما في يقيني ارتياب === اقر بمعنى و اسم و باب
 قال مرهج: نميري نسبة الى نمير مصغرا ابو قبيلة و اليها ينسب السيد ابو شعيب. و الشعيبي نسبة الى ابي شعيب. و قال ايضا :
و اني نميري اليقين و معشري === الى مضر الحمراء في المجد تضرب
 قال مرهج : النميري نسبة الى ابي شعيب النميري، يعني ان علمه اليقيني الذي لا تشوبه شكوك لا ريب مصدره من السيد ابي شعيب[8]
و قال المنتجب ايضا:
و اني نميري شعيبي لم ازل === لِما قصدوا اهل التقى متقصدا
 قال مرهج : النميري و الشعيبي نسبة الى السيد ابي شعيب النميري اليه التسليم[9]

3-                                  في كتاب التعليم النصيري، في السؤال رقم100ورد:
س- لماذا نُدعى الطائفة الخصيبية؟
ج – لأننا تابعون تعليم شيخنا ابي عبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي، قدّس الله سرّه.
4-                                  في كتاب المجموع النصيري الذي يعتبر الخصيبي واضع اصوله الاولى، نطالع فيه (سورة النسبة ) و هي من عنوانها تعبر عن النسب و الانتساب ، و فيها :  "احسن توفيقي بالله و طريقي لله، و احسن سمعي و استماعي .....هذا ما سمعته من سيدي احمد ...وقد سمع احمد من ابراهيم وسمع.....من حمدان الخصيبي ..... و سمع من محمد بن نصير العبدي البكري النميري الذي هو باب الحسن العسكري، و من محمد بن نصير اقام النسب والدين[10]"
اعتمادا على ما سبق فان الاسم الذي تداوله النصيريون كاسم لطائفتهم تراوح بين: النميرية: نسبة لبني نمير . النصيرية: نسبة لمحمد بن نصير الشعيبية: نسبة لابي شعيب، و هي كنية محمد بن نصير الخصيبية: نسبة للخصيبي.
و لدينا اضافة لكل ما سبق مصدرين محايدين فرنسيين من القرن الثامن عشر و التاسع عشر، كتبا عن النصيرية، و اشاروا لها باسم ( النصيرية ) و ليس العلوية ، المصدر الاول كتاب ليون كاهون بعنوان ( رحلة الى بلاد النصيرية ) و الثاني كتاب رينه دوسو بعنوان ( تاريخ العقيدة النصيرية )، لو كان اسم العلوية هو اسم الطائفة و قتها لعنون كاهون و دوسو كتابيهما باسم العلوية و ليس النصيرية.
اننا نتحدى أي نصيري ان يأتينا بدليل تاريخي معتبر يثبت فيه ان اسم الطائفة كان في يوم من الايام قبل الفرنسيين هو : ( العلوية).
و ختاما هذه شهادة لاحد النصيريين المعاصرين و هو ( علي حسن ) يقول عن موضوع اسم الطائفة: " ان اسم النصيرية اطلق علينا بعد ان رضينا بباية ابي شعيب ورفضنا غيرها ... ويضيف ان اسم العلوية اسم اطلقه علينا الفرنسيون لايجاد كيان مستقل يفصلنا عن باقي المسلمين عام [11]1920 .


[1]  ج1 – ص 188
[2] ص 129
[3] ص 276
[4] الخوئي- معجم رجال الحديث- ج18- 318
[5] ابن ابي الحديد- شرح نهج البلاغة- ج8- ص122
[6] ديوان الخصيبي-ص10- الموسوعة الشعرية العربية-2009
[7] ديوان المكزون السنجاري- ص44- الموسوعة الشعرية العربية- 2009
[8] مرهج- شرح ديوان المنتجب- مخطوط- ص185
[9] نفس المصدر- ص 202
[10] كتاب المجموع- مخطوط- قرية كفريا
[11] الانباء الخفية عن الشيعة العلوية

السبت، 16 مايو 2015

من التراث الشيعي الاباحي:

كتاب [الإخبار بما صح في ضرب الحلق من فضائل مروية عن سادة آل البيت أثار معتبرة وأخبار].

 المؤلف اية الله حسين شرف الدين الموسوي

وهو كتاب يتكلم عن جزئية يهون امامه سفاح المتعة. والترجمة للمؤلف نقلا عن احد المواقع
المؤلف هو : شيخ العصر ومفيد الوقت العلامة المُحدث والمُفسر والمُؤرخ سماحة السيد آية الله العظمى حسين شرف الدين ابن السيد ملا زاده رضا بن السيد عبد الرحيم صدر الدين الموسوي الهاشمي يتصل نسبه الشريف بالإمام موسى الكاظم سلام الله عليه وعلي آبائه
نـشـاتـة: ولد قدس سره في صباح يوم عرفه سنة {1003هـ } نشأ السيد حسين شرف الدين في كنف والديه في مدينة قم المقدسة وطلب العلم منذ نعومة اظفاره تلقي جميع العلوم عن طريق والده اية الله العظمى ملاه زاد رضا ، وعن طريق والدته السيدة الصالحة المحدثة نفسيه الموسوي ، بلغ رتبة الاجتهاد وهو ابن 30 سنه ولقبه والده بآية الله العظمي.
سفره وترحاله : زار السيد قدس سره النجف الإشراف وكربلاء أقام أعواما في الكوفة وحدث في جامعها الشريف ، ثم رحل الي ايران وبلاد الهند وتوجه الي الحجاز وأدى فريضة الحج ثم زار قبر الرسول الاكرم والمشاهد المباركه ثم عاد الي بلاد الهند ، حيث كانت أقامته بها إلى وفاته .
مؤالفـاته : لم يكن سماحة السيد من المكثرين في التأليف والتصنيف لذلك الف في حياته خمسين مصنفاً كان اهمها البيان في اثبات تحريف الصحابه للقران ولكن هذي المصنفات احترقت من ضمن ماحترق من داره وذلك عام 1050 للهجره .
ما أشتهر به : اشتهر قدس سره بوطء الأدبار ولذلك لم يتزوج في حياته مطلقاً واشتهر عنه حب المردان الحسان ، ولذلك جل من تخرج علي يديه منهم كان قد ضاجعهم ونال مبتغاه منهم ولم يكن يمنح التلميذ درجة القبول حتى ينال منه مراده .
وفـاتـه : كانت وفاته قدس سره في سحر الثلاثاء التاسع من محرم لعام ألف وثلاث وخمسين للهجره ، في تلك الليلة اغتسل ثم صلى ركعتين ثم رفع يديه إلى السماء وقال يارب احييتني على الايمان وشرفتني بالعلم والنسب الرفيع اللهم أمتني على احب الأعمال إليك ثم قام آلي فراشه واجلس المردان حوله وضاجعهم وناموا على تلك الحالة ثم آفاق عند السحر وأيقض من حوله ثم تبسم ورفع بصره إليهم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسوله وان علياً وليه ووصيه ثم مات طاب مرقده الشريف وأوصى أن يدفن ليلا في مقبرة البوذيين.
ما رؤي له من المنامات:كان له جار بوذي فأسلم واخبر عن سبب اسلامه أنه رأى السيد حسين في المنام وهو في صورة حسنة وحوله فتيان لم يرى أجمل منهم وحوله من كل ما لذ وطاب فسأله عن سبب ما هو فيه من النعيم فأخبره بسبب إتباعه لمذهب آل البيت وبتعبده بوطء الأدبار بإخلاص ويقين وأن الله هيأ له فتيانا يستمتع بهم في كل وقت.
نسبة الرسالة إليه: ممن ذهب إلى صحة نسبتها إلى آية الله العظمى حسين شرف الدين المحدث رضا نور الدين بن جعفر القمي قدس سره, والمؤرخ المفسر علي بن خسرويه الطهراني قدس سره وهي رسالة كتبها إلى أحد أصحابه ولكنها لم تصل إلينا كاملة , والراجح أنه كتبها قبيل وفاته, ولكنها قيمة في بابها, واحتوت على آثار ونصوص صحيحة إلى آل البيت سلام الله عليهم .

الخميس، 14 مايو 2015

اليزيدية (الازيدية):

تقوم الديانة الزرادشتية على مبدأ الثنوية في اعتقادها المتمثل بوجود قوتين متناقضتين تشكلان ندا لبعضيهما هما الاله: اهورامزدا و هو اله الخير و النور.
و اهريمان: و هو الضد لاهورامزدا و يمثله الظلام و الرذيلة و كل ما هو سيء و هو في مصطلحاتنا الاسلامية الشيطان.
قدس الزرادشتيون اهورامزدا في مقابل من قدس اهريمان، و صوروا التاريخ على انه صراع متجدد بين تلك القوتين اهورامزدا و اهريمان.
بقيت الزرادشتية ديانة الامبراطورية الفارسية حتى قدوم الاسلام فتلقت الزرادشتية ضربات ادت لتحطيمها و انحسارها و من بقي على هذا الدين من الفرس انقسم لقسمين: قسم بقي مجوسيا و يدفع الجزية. و قسم تظاهر بالاسلام و بقي على دين الاباء و هم الذين اطلق عليهم اسم الزنادقة في العصر العباسي، و قد مزج الزنادقة بين المجوسية و التشيع فخرج عن هذا سائر الفرق الباطنية كالنصيريين و الاسماعيليين.

في عام 61هـ كانت موقعة كربلاء المعروفة و التي استشهد فيها الحسين بن علي زمن يزيد بن معاوية، و كان لمقتل الحسين اثره الكبير في الفكر الشيعي الناشيءحتى اصبح ت كربلاء و الحسين احد الثوابت في العقيدة الشيعية. لذا عندما اندس الفرس المجوس في الاسلام تظاهروا بالتشيع و اقتبسوا عقائده و جعلوها ظاهرا يخفي الباطن المجوسي الذي يعتقدونه حقيقة اقتبسوا عقيدة كربلاء و الحسين، فهم بحسب عقائدهم السابقة كانوا يؤلهون ملوكهم لذا لم يجدوا صعوبه في نقل عقيدة تأليه الملوك الى علي بن ابي طالب و ابنائه على اعتبار ان عليا و ابنائه يمثلون سلالة مقدسة فيها الوحي و النبوءة، كما ان الملوك الفرس كانوا سلالة مقدسة فيها الالوهية و الملك، و من هذه العقيدة و من عقائد اخرى مجوسية ألبسوها التشيع نشأ دينا هجينا سمي الفرق الباطنية او الغالية او الزنادقة، كلها ألهت  ابناء علي و منهم الحسين بن علي و نلحظها جلية في العقيدة النصيرية التي تعتقد ان الحسين حجاب لله مخلوق من نور الله اوجدته الذات الالهية من نورها و احتجبت به ثم بعد غيبة اخيه الحسن بن علي ظهرت الذات الالهية في الحسين فصار الحسين حجابا لله و كمثله في الارض. ولم  تكن كربلاء سوى مظهرا من مظاهر صراع اهورامزدا المشار اليه في العقيدة النصيرية باسم (المعنى) مع اهرامان المشار اليه باسم (الضد)، و كما ان الاله (المعنى) يظهر بصور مختلفة يمثلها صور الائمة الشيعة فكذلك الضد يظهر بصور مختلفة يمثلها شخص في كل مقام من مقامات الائمة، فكان الضد عمر بن الخطاب ازاء المعنى علي بن ابي طالب، و كان الضد ابو جعفر المنصور ازاء المعنى جعفر الصادق... و بنفس المقياس كان الضد يزيد بن معاوية ازاء المعنى الحسين بن علي...
توفي يزيد بن معاوية عام 64هـ و كادت ان تسقط الدولة الاموية اثر موته لعدم وجود وريث يصلح للخلافة لولا ان اعلن مروان بن الحكم نفسه خليفة تؤازره القبائل اليمانية فاحيى الدولة الاموية من خلال الفرع المرواني الذي حكمها حتى عام 131هـ و كان اخر الخلفاء المروانيين هو مروان بن محمد بن مروان حفيد مروان بن الحكم و كان كرديا من جهة امه لذا بعد ان هزم مروان و قتل في معركة الزاب مع العباسيين هرب احد اقربائه من احفاد يزيد بن معاوية و اسمه ابراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد و إلتجئ الى شمال العراق حيث يوجد الاكراد اخوال مروان بن محمد، و من هنا بدأ ظهور اليزيدية التي كانت في بدايتها حركة سياسية حاولت استعادة ملك بني امية
و في الجنوب العراقي كانت في هذه الفترة عقيدة تأليه الحسين و ال البيت قد اصبحت حقيقة و اصبحت عقيدة لعن يزيد عند الشيعة كلهم حقيقة مثلها مثل تقديس الحسين، و استنكر اليزيديون الاوائل الذين التجئ اليهم ابراهيم بن حرب عقيدة لعن يزيد عند الشيعة بل تعصبوا ليزيد واحبوه كما تعصب الشيعة للحسين و احبوه.

يذكر العديد من الاقدميين ان الاكراد هم من بدو الفرس و هم مثلهم مثل الفرس قبل الاسلام كانوا على دين المجوسية. و بحسب ما ال امر اولئك الاكراد من تقديسهم ليزيد بن معاوية ازاء من قدس الحسين، يمكن ان نستنج ان اولئك الاكراد من الزرادشتيين الذين كانوا فيما سبق يقدسون اهرامان، في مقابل الاخرين الذين قدسوا اهورامزدا، و كما نقل مقدسوا اهورامزدا اعتقادهم و جعلوه في نسل علي بن ابي طالب و منهم الحسين فكذلك نقل مقدسوا اهريمان عقيدتهم في الضد و تقديسهم له وجعلوها في يزيد بن معاوية ضد الحسين بن علي.
لقد اقتصرت اليزيدية في بدئها على استنكار لعن يزيد وقدسته ازاء من لعن يزيد و قدس الحسين لكن هذا التقديس و التبجيل ليزيد بذر بذرة سهلت على من جاء فيما بعد ان يخطوا باليزيديين خطوة متقدمة ليجعل منهم احد الفرق الباطنية التي نواتها الزرادشتية مثلها مثل نقيضتها النصيرية. ففي مطلع القرن السادس الهجري هرب احد الامويين من نسل مروان بن الحكم من العباسيين من لبنان الى شمال العراق حيث يوجد الاكراد، و اسمه عدي بن مسافر فاقام بينهم و نشر التصوف فيهم حتى توفي سنة 563هـ فدفنوه في منطقة اسمها لالش شمال العراق و جعلوا له مقاما يقدسونه، و خلفه دينيا في الزعامة بين الاكراد ابن أخيه صخر بن صخر بن مسافر ثم خلف الاخير ابنه عدي ثم خلف عديا ابنه  شمس الدين أبو محمد المعروف بالشيخ حسن المولود سنة 591هـ ، فكان هذا الأخير هو من ادخل الزندقة الى اليزيدية وجعلها فرقة على ما هي عليه اليوم و نقلها من حب يزيد و عدي بن مسافر الى تقديسمها و تقديس ابليس



الاثنين، 11 مايو 2015

بعض مما قاله علماء أهل السنة المتقدمين و المتأخرين في النصيرية :

بعض مما قاله علماء أهل السنة المتقدمين و المتأخرين في النصيرية :

أولا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728هـ:

((الحمد الله رب العالمين هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم، فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع ومولاة أهل البيت، وهم في حقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار)).
ويقول أيضا: ((ولهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة وكتب مصنفة، فإذا كانت لهم مكنة سفكوا دماء المسلمين؛ كما قتلوا مرة الحجاج وألقوهم في بئر زمزم، وأخذوا مرة الحجر الأسود وبقى عندهم مدة وقتلوا من علماء المسلمين ومشايخهم وأمرائهم وجندهم ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى)).
انظر: كتاب النصيرية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص 12 - 14)، نشر دار الإفتاء، الرياض – السعودية.
قال شيخ الإسلام ا ثلاثة أشياء مالها من أصل: باب ‎#النصيرية‏، ومنتظر الرافضة، فإن ‎#النصيرية‏ تدّعي في الباب الذي لهم أنه الذي يقيم العالم، وأما محمد بن الحسن المنتظر ، والغوث المقيم بمكة .


ثانيا: يقول عضد الدين الإيجي المتوفي سنة 756هـ :

((النصيرية والإسحاقية من الشيعة قالوا: ظهور الروحاني بالجسماني لا ينكر ففي طرف الشر كالشياطين، وفي طرف الخير كالملائكة، فلا يمتنع أن يظهر الله تعالى في صورة بعض الكاملين، وأولى الخلق بذلك أشرفهم وأكملهم وهو العترة الطاهرة، وهو من يظهر فيه العلم التام والقدرة التامة من الأئمة ولم يتحاشوا عن إطلاق الآلهة على أئمتهم)).
انظر: كتاب المواقف لعضد الدين عبدالرحمن بن أحمد الإيجي (3 / 44 – 45)، تحقيق عبدالرحمن عميرة، نشر: دار الجيل، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1417هـ -1997م.


ثالثا: قال الحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774هـ:

 (( أما النصيرية فهم من الغلاة الذين يعتقدون إلهية علي و الغلاة أكفر من اليهود و النصارى )).
انظر: كتاب تلخيص كتاب الاستغاثة لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (2 / 583).


رابعا: ينقل الإمام البعلي المتوفى سنة 777هـ ما قوله:

((القرامطة فمن ذلك التاريخ انتشرت دعوة الإسلام بالبلاد المصرية والشامية ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين فتارة يسمون الملاحدة، وتارة يسمون القرامطة، وتارة يسمون الباطنية، وتارة يسمون الاسماعيلية، وتارة يسمون النصيرية، وتارة يسمون الخرمية، وتارة يسمون المحمرة، كما قال العلماء فيهم ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض، وحقيقة أمرهم أنهم يكفرون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهم تارة يبنون قولهم على مذهب المتفلسفة الطبيعين، وتارة يبنونه على قول المجوس الذي يعبدون النور، وتارة على غير ذلك من ديون الوثنيين، ويتدرجون من كل إلى الرفض ويموهون على العامة بالاحتجاج بتحريف الآيات والأحاديث أو بالكذب على الله ورسوله)).
انظر: كتاب مختصر الفتاوى المصرية لبدر الدين محمد بن علي البعلي (ص 474)، تحقيق محمد حامد الفقي، نشر دار ابن القيم، الدمام – السعودية، الطبعة الثانية، 1406هـ -1986م.

خامسا: قال برهان الدين البقاعي المتوفى سنة 885هـ:

((النصيرية والإسحاقية من غلاة الشيعة قالوا: ظهور الروحاني بالجسماني... ولم يتحاشوا عن إطلاق الآلهة على أئمتهم وهذه ضلالة بينة)).
انظر: كتاب مصرع التصوف لبرهان الدين البقاعي (ص 80)، تحقيق عبد الرحمن الوكيل، نشر دار عباس أحمد الباز - مكة المكرمة - 1400هـ - 1980م.

سادساً : يقول الإمام جلال الدين الدواني الصديقي ت 928 هـ :

 (( إن النصيرية اتخذوا عليا إلها و اعتقدوه ، وذلك ما هو إلا لمعنى فيه يوجب الترجيح.
قلنا: لا شكك بكفر هذه الطائفة اتفاقا. وهل يحتاج للرجحان بقول كافر إلا من أعمى الله قلبه وبصره.))

انظر : كتاب الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة الفاجرة للشيخ جلال الدين الدواني الصديقي ت 928 هـ (ص1/197)
تحقيق ودراسة: د. عبد الله حاج علي منيب ، الناشر: مكتبة الإمام البخاري ، الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م .

سابعا : 

(( النصيرية هم من غلاة الرافضة الذين يدعون إلهية علي، وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى باتفاق المسلمين.
ويقولون إن شهر رمضان أسماء ثلاثين رجلاً- إلى أنواع من الكفر الشنيع يطول وصفها.
والنصيرية يعظمون القائلين بوحدة الوجود كالتلمساني شيخ القائلين بالوحدة، فقد ذهب إلى النصيرية وصنف لهم كتابًا وهم يعظمونه جداً )) .

انظر : كتاب آل رسول الله و أولياءه : مَوقف أهل السُنَّة وَالشِّيعَة من عقائدهم، وفضائلهم، وفقههم، وفقهَائهم
أصول فِقه الشِّيعَة وَفقهِهم : بَحث لخصَهُ ورَتَّبَهُ : محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن قاسِم من منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص 143) ، الطبعة الثانية 1421هـ .

ثامنا :

(( النصيرية : وهم القائلون بألوهية علي، وإذا مر بهم السحاب قالوا: السلام عليك يا أبا الحسن؛ ويزعمون أن السحاب مسكنه، ويقولون إن الرعد صوته، وإن البرق ضحكه، وإن سلمان الفارسي رسوله؛ ويحبون ابن ملجم، ويقولون إنه خلص اللاهوت من الناسوت؛ ولهم خطاب بينهم، من خاطبوه به لا يعود يرجع عنهم، ولا يذيعه ولو ضربت عنقه؛ وقد جرب هذا كثيرا.
وهم طائفة ملعونة مرذولة، مجوسية المعتقد، لا تحرم البنات ولا الأخوات ولا الأمهات؛ ويحكى عنهم في هذا حكايات، ولهم اعتقاد في تعظيم الخمر، ويرون أنها من النور، ولهم قول في تعظيم النور مثل قول المجوس أيضا أو يقاربه.
وأيمانهم: }إنني وحق العلي الأعلى، وما أعتقده في المظهر الأسنى، وحق النور وما نشأ منه، والسحاب وساكنه،. . . وإلا برئت من مولاي علي العلي العظيم، وولائي له، ومظاهر الحق، وكشفت حجاب سلمان بغير إذن، وبرئت من دعوة الحجة نصير، وخضت مع الخائضين في لعنة ابن ملجم، وكفرت بالخطاب، وأذعت السر المصون، وأنكرت دعوى أهل التحقيق، وإلا قلعت أصل شجرة العنب من الأرض بيدي حتى أجتث أصولها وأمنع سبيلها، وكنت مع قابيل على هابيل، ومع النمرود على إبراهيم، وهكذا مع كل فرعون قام على صاحبه، إلى أن ألقى العلي العظيم وهو علي ساخط، وأبرأ من قول قنبر، وأقول إنه بالنار ما تطهر{ )) .
انظر : كتاب التعريف بالمصطلح الشريف (ص 197) ، المؤلف: أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري، شهاب الدين (المتوفى: 749هـ) عني بتحقيقه وضبطه وتعليق حواشيه: محمد حسين شمس الدين ، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان ، الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988 م .

تاسعا : 

(( غلاة الشيعة القائلون بإلهية علي ويسمون النصيرية ولا شبهة في كفرهم إجماعا ))
انظر : كتاب شرح الشفا (جـ 2/ص 500) :: المؤلف: علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري (المتوفى: 1014هـ) ، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة: الأولى 1421 هـ .

عاشرا : 

(( عتاة الرَّفض اللذين يقولون : علي هو الله فمن وصل إلى هذا فهو كافرٌ لَعِينٌ من إخوان النصارى وهذه هي نحلة النُّصَيْرِية )) .
انظر : كتاب لسان الميزان (جـ1/ص 371) ، المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)، المحقق: دائرة المعرف النظامية – الهند ، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان ، الطبعة: الثانية، 1390هـ /1971م .

حادي عشر :

 ((الخرمية: أصحاب بابك الخرمى. وهم شر طوائفهم، لا يقرون بخالق ، ولا معاد، ولا نبوة، ولا حلال، ولا حرام. وعلى مذهبهم : طوائف القرامطة، والإسماعيلية، والنصيرية، والبشكية، والدرزية، والحاكمية، وسائر العبيدية، وهم من أكفر الكفار))
انظر : كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (جـ 2/247-249) ، المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) ، المحقق: محمد حامد الفقي ، الناشر: مكتبة المعارف، الرياض، المملكة العربية السعودية .

ثاني عشر :

 ذكر الشيخ محمد بن الحسن الدليمي النصيرية و غيرهم من الباطنية و قد أطال ببيان أسباب كفرهم في كتابه بيان مذهب الباطنية وبطلانه (ص71) ، عني بتحقيقه : ر.شتروطمان ، طباعة : دار المعارف بالرياض .

ثالث عشر :

"الحسين" بن حمدان بن الخصيب الخصيبي أحد المصنفين في فقه الإمامية ذكره الطوسي والنجاشي وغيرهما وله من التأليف أسماء النبي وأسماء الأئمة والإخوان والمائدة وروى عنه أبو العباس بن عقدة واثنى عليه وقيل أنه كان يؤم سيف الدولة وله اشعار في مدح أهل البيت وذكر ابن النجاشي أنه خلط وصنف في مذهب النصيرية واحتج لهم قال وكان يقول بالتناسخ والحلول".
الكتاب: لسان الميزان
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)

رابع عشر :

 صدرت عن دار الإفتاء المصرية فتوى فى15 من ديسمبر سنة 1934 م مأخوذة عن ابن عابدين (رد المختار - الجزء الثالث - باب المرتد) نصها:
تنبيه، يعلم مما هنا حكم الدروز والنيامنة فإنهم فى البلاد الشامية يظهرون الإسلام والصوم والصلاة مع أنهم يعتقدون تناسخ الأرواح، وحل الخمر والزنا، وأن الألوهية تظهر فى شخص بعد شخص، ويجحدون الحشر والصوم والصلاة والحج، ويقولون: المسمى بها غير المعنى المراد، ويتكلمون فى جناب نبينا صلى الله عليه وسلم كلمات فظيعة، وللعلامة المحقق عبد الرحمن العمادى فيهم فتوى مطولة، وذكر فيهم أنهم ينتحلون عقائد النصيرية والإسماعيلية الذين يلقَّبون بالقرامطة والباطنية الذين ذكرهم صاحب المواقف، ونقل عن علماء المذاهب الأربعة أنه لا يحل إقرارهم فى ديار الإسلام بجزية ولا غيرها، ولا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم - انتهى.
وقال ابن عابدين أيضا فى رد المحتار فى فصل المحرمات عند قول المصنف:
وحرم نكاح الوثنية بالإجماع ما نصه: قلت: وشمل ذلك الدروز والنصيرية والنيامنة فلا تحل مناكحتهم ولا تؤكل ذبيحتهم، لأنهم ليس لهم كتاب سماوى. انتهى (الفتاوى الإسلامية - المجلد الأول صفحة 02)

خامس عشر :

 (( النصيرية وهم أغلى طوائف الشيعة فيقولون: إن الله حل في علي، ويقولون: علي هو الإله، وهؤلاء كفار بإجماع المسلمين ))
انظر : كتاب شرح كتاب الإيمان لأبي عبيد ، المؤلف: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي ، تفريغ الجزء 13 (ص12) ، مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية .

سادس عشر:

(( النصيرية الموجودة في سوريا وغيرها،لا شك أنهم كفار فلا يتوارثون مع المسلمين ولو كانوا أقارب لهم ))
انظر : كتاب شرح عمدة الأحكام ، المؤلف: الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين ، تفريغ الجزء 59 (ص10) ، مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية .:


سابع عشر :

 (( والعلويون يراد بهم في هذا العصر النصيرية وهم من غلاة الشيعة، واندراجهم في أهل القبلة باعتبار ما يدعونه من الإسلام كما تقدم، ومن أظهر منهم ما يبطنه من الكفر فهو كافر ظاهرًا وباطنًا يجرى عليه حكم المرتدين عن الإسلام.))
فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم


"دم البعوضة عند النصيرية أكثر حرمة من دم المسلم".
"أما سوريا فقد سلّط الله تعالى عليهم أخبث طائفة (النصيرية) "
"لو حكم الشام غير النصيرية لسافرت إليها في كل عام".

العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري (رحمه الله)

السبت، 9 مايو 2015


العلاقة بين المرتدين والتشيع

كان القرن الاول من تاريخ الإسلام هو القرن الذي ظهرت فيه الاصول الأولى للمذاهب و الفرق الإسلامية، و قد لعبت الاحداث السياسية التي حدثت في هذا القرن دورا كبيرا في ذلك و كانت المحرض و الدافع على ذلك حيث شكلت تلك الاحداث البيئة التي ظهرت فيها هذه الفرق. ففي عام 41 هـ و هو العام الذي يسمى عند أهل السنة بعام الجماعة حيث توقفت الحرب الاهلية بين معسكرين هما علي بن ابي طالب و من شايعه و غالبهم من أهل العراق، و معاوية و من شايعه و غالبهم من أهل الشام. عندما وضعت الحرب اوزارها كان المسلمون قد انقسموا واقعا الى ثلاث فرق:
أهل السنة و الجماعة: و تشكلوا بغالبيتهم من انصار معاوية و من وقف على الحياد في الحرب وكان ثقلهم السياسي في بلاد الشام.
الشيعة: و تشكلوا بغالبيتهم من انصار علي و كان العراق ميدانهم و محل استقرارهم
الخوارج: و هم الذين عادوا الطرفين و ظهروا ابتداء كفصيل منشق عن علي بن ابي طالب بعد التحكيم، و كانوا الاقل عددا و لم يعرف لهم في القرن الاول مناطق نفوذ أو سيطرة لكنهم كانوا يظهرون بين الفينة و الاخرى تارة في العراق و تارة في فارس أو شمال بلاد الشام في الجزيرة.
و ما يعنينا هنا في بحثنا هذا هم الشيعة الذين خرجت منهم الفرق الغالية التي تشكل النصيرية احدها. ان تناول تاريخ النصيرية لا ينفصل عن تاريخ الزندقة و ظهورها في القرن الثاني الهجري، كذلك فان تاريخ الزندقة لا ينفصل عن تاريخ المسلمين في القرن الاول و ما حدث فيه خاصة فتح بلاد فارس و ظهور الشيعة خلال النزاع الاسلامي الاسلامي بين علي و معاوية، و كذلك ظهور التشيع و تركزه في العراق دون غيرها لا ينفصل عن حروب الردة و حركة الفتح الاسلامي للعراق فيما بعد و خاصة مقدمات معركة القادسية و ما تلاها. لذا سنستطلع الاحداث بخطوطها العريضة لنفهم كيف ظهر التشيع ابتداء في القرن الاول ثم كيف ظهرت الزندقة في القرن الثاني ثم كيف ظهرت الحركات الباطنية في القرن الثالث و صولا الى القرن الرابع الذي اصبح للتشيع و الحركات الباطنية شأن كبير و دول لها نفوذ و سيطرة على الشأن الاسلامي خاصة في العراق و الشام حيث ظهرت النصيرية و استقرت.
أول حركات الارتداد عن الاسلام كانت للاسود العنسي في اليمن قبيل وفاة النبي-صلى الله عليه وسلم-  و نشأت في وسط يمثل خليطا من العرب و الفرس المسمون اصطلاحا باسم ( الابناء ) و هم سلالة فارسية جلبها اليهودي سيف بن ذي يزن الحميري من فارس قبيل الاسلام ليقاتل بهم الاحباش النصارى الذين كانوا قد سيطروا على اليمن بعيد حادثة اصحاب الاخدود التي كانت ابادة دينية لنصارى نجران على يد اليهودي ذي نواس.
استطاع سيف بن ذي يزن من خلال الحامية الفارسية التي امده بها كسرى ان يخرج الاحباش حلفاء بيزنطة النصرانية، و استقرت هذه الحامية في اليمن و دانت بدين سيف بن ذي يزن ( اليهودية ) و عندما جاء الاسلام اسلم بعضهم صادقا مثل فيروز الديلمي الذي قتل الاسود العنسي في حين بقي كثيرا منهم على دين اليهودية و ان كان قد تخفى بثياب الاسلام، و من هؤلاء المرتدين الذين جمعوا بين الاصل الفارسي و اليهودية و تظاهر بالاسلام كان عبد الله بن سبأ الذي يعتبر المؤسس الاول للتشيع. جاء ابن سبأ من اليمن و طاف في الحجاز و مصر و العراق منذ مطلع خلافة عثمان بن عفان محرضا على قتل عثمان فاستمال بعضا من ابناء الصحابة كمحمد بن ابي بكر و محمد بن ابي حذيفة... لكن كل هذا لم يكن يكفي لاحداث تمرد على الخليفة في الحجاز لذا كان ميدان دعوته الاساسية في العراق لقابلية اهل العراق وقتها للثورة بسبب نوعية العرب الذين سكنوا الكوفة و البصرة
ترجع قصة عرب العراق الى اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه و سلم ثم مبايعة ابي بكر بالخلافة ثم ارتداد العرب قاطبة عن الاسلام باستثناء اهل الحجاز ( مكة، المدينة، الطائف ) لقد كانت ردة العرب متركزة بغالبيتها في قبائل قيس الذين يعيش غالبهم في نجد و على اطراف الجزيرة الشرقية من عمان حتى العراق... و بعد نحو ثلاث سنوات من القتال الدامي استطاع قادة المسلمين: خالد بن الوليد و شرحبيل بن حسنة و عياض بن غنم ... و اخرون ان يسحقوا تمرد القبائل المرتدة، و لم ينتظر ابو بكر بعدها بل ارسل لخالد ان يتوجه من عُمان الى العراق ليبدأ حرب الفرس من هناك، كما ارسل نحو 17 جيشا صغيرا لترابط على تخوم الشام و تناوش الروم.
 كانت خطة ابي بكر ان ينازل الفرس وصولا لمعركة حاسمة معهم و يشاغل في نفس الوقت الروم ريثما ينتهي خالد بن الوليد من الفرس، لكن ما حدث ان قواد الجيوش في الشام اغتروا بقوتهم فانساحوا في الشام ثم وجدوا انفسهم و قد حاصرتهم القوات البيزنطية، فحصر عمرو بن العاص في فلسطين و عياض بن غنم في دومة الجندل ... مما اضطر ابا بكر ليرسل الى خالد ان ينسحب من العراق بمن معه ( 8000 مقاتل ) لينجد المحاصرين في الشام و كان ما هو معروف من دخول خالد الى الشام و ترك المثنى بن حارثة ليشاغل الفرس في العراق...
 و في الوقت الذي حشد الروم للمسلمين قبيل معركة اليرموك قام الفرس بحرب استرداد في العراق. و مات ابو بكر و جيش الشام على وشك خوض المعركة في اليرموك فارسل عمر بن الخطاب بجيش من نحو 12 الفا بقيادة ابي مسعود الثقفي الى العراق و غامر الثقفي بكل قواته في معركة الجسر مع الفرس التي كانت هزيمة و مذبحة بالمسلمين اذ لم ينج من جيش الثقفي الا 2000 و استشهد 10 الاف فاستغل الفرس الوضع لحرب فاصلة تخرج المسلمين تماما من العراق و حشدوا لهم في الوقت الذي كان معظم قوات المسلمين مشغولة في الشام. كان عمر يريد قوات باي طريقة ليقاتل بها الفرس فاقدم على خطوة كان ابو بكر قد اوصى بعدم فعلها و هي ان لا يستعمل مرتد في قتال ابدا . لذا ارسل عمر رسله الى القبائل المرتدة سابقا يستحثها على الخروج الى العراق بقيادة سعد بن ابي وقاص مع التشديد على سعد ان لا يستعمل مرتدا سابقا في قيادة اكثر من 10 من الجند. لقد مثلت القوات التي قاتلت في القادسية جل الجيش الإسلامي وكان معظمهم من المرتدين سابقا، و بعد انتهاء المعركة امر عمر بتأسيس مدينتي الكوفة و البصرة لتكونا موطنا لتلك القبائل التي قاتلت في القادسية و هكذا نشأت تجمعات للمرتدين السابقين في العراق و بغالبيتها من قبائل قيس على عكس الشام التي استوطنتها القبائل اليمانية...
عندما خرج ابن سبأ اواخر خلافة عثمان يحرض القبائل على الثورة على الخليفة كانت قبائل الكوفة و البصرة هي البيئة المثالية، فهي لها ثأر مع السلطة الحاكمة، و بنفس الوقت لم يعد معظم افرادها للاسلام الا بقوة السلاح خلال حروب الردة اضف لها روح البداوة و السذاجة. لقد استطاع ابن سبأ ان يشكل جماعة في العراق من المرتدين السابقين شكلت النواة لمن غزا المدينة مع بعض المصريين و فيهم بعض ابناء الصحابة التي ذكرناهم ابتداء، فتواعدوا في موسم الحج ودخلوا المدينة و غالب المسلمين في الحج و قتلوا عثمان و انطلقت بعدها شرارة الحرب الاهلية بين المسلمين و لم يكن لمعركة الجمل ان تحدث لاحقا لولا دور السبئيين فيها.
 وفي الوقت الذي اصطفت القبائل اليمانية وراء معاوية بن ابي سفيان مطالبة بدم عثمان اصطفت القبائل القيسية ( المرتدين سابقا ) وراء علي لانه كان النجاة لها من القصاص لذا سار علي الى العراق و جعل من الكوفة عاصمته و كان ابن سبأ و من والاه في جيش علي. و تحول ابن سبأ خلال هذه الفترة من بث الفتنة بعد ان صارت واقعا الى بث الزندقة في اوساط تلك القبائل. و تتفق معظم المصادر التاريخية على ان ابن سبأ نادى بألوهية علي بن ابي طالب في هذه الفترة و ان هناك من تبعه في دعواه تلك و يرجح ان غالبيتهم كانوا من الفرس لان عقيدة تأليه الملوك في الزرادشتية و المانوية الفارسية كانت من مما اعتاد عليه اولئك فاستبدلوا كسرى بعلي بن ابي طالب سيما ان عليا من اقرب الناس للنبي، و في حادثة مسجلة تاريخيا اقدم علي على حرق بعض اولئك و نفى ابن سبأ الى المدائن و بقي هناك حتى قام ابن ملجم المرادي بقتل علي فعاد ابن سبأ ليصرح بالمباديء الاولى للتشيع و الباطنية و هي ان عليا لم يمت بل رفع الى السماء و سوف يعود و ان عثمان كان قد حرف المصحف.... لقد بث ابن سبأ زندقته تلك في اولئك الذين كانوا مرتدين سابقين فتلقفوها و اعتقدوها بدرجات متفاوته فأسس بذلك لفكرة علي ابن ابي طالب في وجدان و عقيدة أولئك الذين سيصار الى تسميتهم: الشيعة ......

ان من قتل خيرة اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم : عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله و علي بن ابي طالب هم حلف المرتدين من العرب و الفرس الذين سيشكل ابناؤهم طليعة الفرق الباطنية... و جميع اولئك الصحابة - و هم من العشرة المبشرين بالجنة - قتلوا غدرا و غيلة. و من لم يستطع المرتدون ان ينالوا منه من الصحابة الكبار قتلا كابي بكر و سعد و خالد و ابي عبيدة سيقتلونه بغضا في عقيدتهم التي ستتشكل لاحقا
خلال معركة الجمل التي اشعل نارها حلف المرتدين و الزادقة الفرس بقيادة ابن سبأ الحاضر الغائب، قتل اثنان من خيرة اصحاب النبي و هما طلحة و الزبير، فخلال تلك الحرب ادرك طلحة و الزبير ان هذا النزال بين المسلمين كان خاطئا لذا قررا الانسحاب، فوجد مؤججو الفتنة ان لو انسحب هذان الاثنان و علم انصارهما بهما لتوقفت الحرب فعاجل احدهم طلحة بسهم ارداه قتيلا و تبع اخر ( ابن جرموز ) الزبير المنسحب و غافله حتى اذا قام الزبير للصلاة اجهز عليه بسيفه و هو ساجد. و بعد انتهاء المعركة هم بعضهم بسبي عائشة ام المؤمنين.... تلك هي النماذج التي تشكل منها اهل العراق في تلك الفترة . لقد كان علي بن ابي طالب في موقف لا يحسد عليه، خيار الناس و اشجعهم و اتقاهم يتبعه شرار الناس و اجبنهم و افسقهم ...هكذا كان حاله بعيد معركة الجمل و لطالما بعدها ندب حظه التعيس مع اعراب العراق، ان قال لهم انفروا لقتال اهل الشام في الشتاء قالوا: حتى يأتي الصيف . و ان ندبهم في الصيف. قالوا: حتى يأتي الشتاء حتى صارت امنيته كما ذكرت المصادر الشيعية قبل السنية ان: لو ان معاوية ينقدني كل عشرة منكم بواحد من اهل الشام.
بعد عودة علي من صفين التي لم ينتصر بها احد اختارت جماعة من اعراب العراق مفارقة علي زعما منها ان علي قد فسق و ارتد عن الاسلام عندما قبل بالتحكيم بينه و بين معاوية فأسست بالتالي للجماعة الثانية من المارقين عن الاسلام: الجماعة الاولى هم الشيعة اتباع ابن سبأ من مرتدي القبائل السابقين و ابنائهم. و الجماعة الثانية: هم الخوارج الذي خرجوا من عباءة الاولين و اسسوا تجمعهم الخاص... و رغم ان عليا اوقع بهم الهزيمة في حروراء إلا ان بعضهم هرب و تخفى حتى حين و على طريقة ابي لؤلؤة المجوسي رتب المنشقون الجدد لقتل علي امامهم السابق كما قتلوا عثمان و طلحة و الزبير و نجحوا في ذلك على يد ابن ملجم المرادي.
اني على يقين لو ان الزمن عاد بعلي بن ابي طالب لما خرج من المدينة و لا جعل من نفسه قائدا على مثل هؤلاء و لترك معاوية و شأنه... لقد خرج بهم و خرجوا به لقتال معاوية و اهل الشام فاذا بهم يقتلونه، و فهمها الحسن بن علي مبكرا بعد ان بايعوه ثم نهبوا معسكره و اوشكوا ان يقتلوه كما قتلوا اباه فاختصر الطريق و هادن معاوية و سلم له الامر و عاد الى المدينة.
لم يكن معاوية و لا بنو امية هم من اسقط الخلافة الراشدة و لم يكن معاوية هو من اسس الملك الجبري بدل الشورى و انما هي الظروف التي صنعها المرتدون السابقون، فهؤلاء هم من قتل عثمان و هؤلاء هم من بايع عليا ثم قتلوه ، ثم بايعوا الحسن و هموا بقتله فكيف يأمن معاوية لهم و يترك الامر لهم ليختاروا سيما ان جيل الصحابة الكبار قد انقضى بقتل علي. و لم تكن من مكافأة يقدمها معاوية لقتلة الصحابة افضل من زياد بن ابيه - رضي الله عنه و ارضاه - فانه ان كان ابا بكر قد ادب مرتدي العرب بحد سيفه فان زياد بن ابيه لم يعدوا اكثر من ان فعل فعل ابي بكر بهم في العراق حتى اذا اوشك زياد على اتمام مهمته مات فانخلع باب الفتنة ثانية و من قبل نفس السابقين الذين قتلوا عمر عثمان و علي و طلحة و الزبير يضاف اليهم ابناؤهم لتعاد الكرة ثانية في تصفية ابناء الصحابة مسلم بن عقيل و الحسين بن علي و عمر بن علي و مصعب بن الزبير...... و مع الوقت اصبحت تلك الفوضى و الغدر و سفك دماء المسلمين عقيدة و عبادة، فمن هذا الخليط بدأت تتشكل العقلية الشيعية....


العلاقات العلوية-الفرنسية حتى نهاية الانتداب الفرنسي على سوريا

وثائق واسرار في طلب الاحتلال

في اواخر سني الدولة العثمانية كان الضعف و الوهن قد سيطر عليها و فككها سياسيا و عسكريا و اقتصاديا و اصبح موضوع الوجود العثماني مسألة وقت و خاضع للعلاقات الدولية بين الدول العظمى (فرنسا و بريطانيا و النمسا و روسيا ) آن ذاك اكثر من قوة ذاتية للدولة، و كان السلطان سليمان القانوني منذ اواخر القرن السادس عشر قد اوجد موطئ قدم للدول الاستعمارية (فرنسا و بريطانيا ) من حيث لم يقصد من خلال الامتيازات التجارية و الاعفاءات التي قدمها لتلك الدولتين في بلاد الشام و لم يتضح خطر ذلك في حينها بسبب قوة الدولة العثمانية سياسيا و عسكريا و تفوقها، و لكن مع توالي القرون ازداد التدخل الغربي في بلاد الشام و كان كلما زاد ضعف الدولة العثمانية زاد التدخل الغربي و استحكم. و في نهاية القرن الثامن عشر بدا واضحا ان الفرنسيين يولون اهتماما خاصا بالجزء الشمالي من بلاد الشام (سوريا ) دون غيرها في حين كان البريطانيون قد حلوا في مصر بعد محمد علي باشا و مدوا انظارهم نحو جنوب بلاد الشام ، و لم تكن تفاهمات سايكس بيكو لاحقا سوى تأكيد للمؤكد و تشريع لما هو موجود اصلا من النفوذ لتلك الدول في بلاد الشام .
واللافت للنظر في موضوع سوريا، أن فرنسا أولت مناطق العلويين أهتماما خاصًا دون غيرها من المناطق و قبل أن يكون للفرنسيين أي وجود عسكري في بلاد الشام، جاء هذا الاهتمام على شكل دراسات معمقة للمجتمع و العقيدة النصيرية (العلوية)، فأصدر عام 1899م رينه دوسو كتابه (تاريخ العقيدة النصيرية ) باللغة الفرنسية كأول دراسة أكاديمية للعقيدة النصيرية، وقبل ذلك أصدر ليون كاهون كتابه (رحلة إلى بلاد النصيرية) عام 1878م. و من خلال الاطلاع على هذا الكتاب نجد ان كاهون كان ضابطًا في الجيش الفرنسي و على معرفة باللغة العربية و كان هدفه من الرحلة إلى بلاد النصيريين وضع دراسة مفصلة عن الجغرافية العامة لتلك المناطق فيما يتعلق بالتضاريس والسكان والعادات والمجتمع والاهتمامات... و يعتبر كتاب كاهون هذا وثيقة تاريخية مهمة تعطينا فكرة ممتازة عن العلويين و موقفهم من الفرنسيين بشكل يزيل الاستغراب و اللبس عن حقيقة الوثيقة التي كان صرح بوجودها مندوب فرنسا في مجلس الامن منذ عامين حول المطالب العلوية للفرنسيين بعدم الانسحاب من سوريا وعدم الحاقهم بسوريا فيما لو أراد الفرنسيون إنهاء الإحتلال ، وهذه الوثيقة ليست هي الوحيدة بل يوجد غيرها تؤكدها و تتماهى معها في نفس الموضوع .
 و ما هو ثابت تاريخيًا أن الفرنسيين احتلوا مناطق الساحل السوري منذ عام 1919 أي قبل دخول غورو لدمشق بزمن، و قد وقع الكثير منا في عملية تضليل تاريخي عندما عرضوا لنا صالح العلي كأحد الثوار الوطنيين الذين قارعوا الفرنسيين. نعم قاتل صالح العلي الفرنسيين و لكن ليس بسبب احتلالهم لبلاد الشام بل بسبب ما اعتبره صالح العلي موقفا عدائيًا من الفرنسيين تجاهه عندما تدخلوا بالنزاع التاريخي القائم بين العلويين وجيرانهم الإسماعيليين في منطقة مصياف حيث تدخل الفرنسيون لصالح الإسماعيليين و حموهم من المجازر العلوية فما كان من صالح العلي إلا ان وجه حربه من الإسماعيليين إلى الفرنسيين باعتبارهم أعداءً متحالفين مع أعدائه الاسماعيليين[1]
بكل وضوح و صراحة نلحظ مما كتبه كاهون أن النصيريين كانوا يمنون النفس بمقدم الفرنسيين و يطالبون بهذا و يشجعون كاهون على اقناع حكومته لتحتل سوريا و تطرد الأتراك ، و هذه نصوص مأخوذة مما كتبه كاهون و للقاريء ان يحكم بنفسه
يقول كاهون حرفيا :
كنت اسمع الجملة التي يرددها الجميع : متى سيأتي الفرنسيون ؟ ليأت الفرنسيون كرمى لله .. إذا أرادت فرنسا حمايتنا فسنتكفل نحن بطرد الحكومة التركية من طرابلس حتى اللاذقية ... لماذا لا تريدنا فرنسا[2] ؟ ثم يقول كاهون: لاحظت مقدار الحب و المشاعر الذي يكنه النصيريون لفرنسا
و في موضع اخر يقول : كان هناك تساؤل يلوح على وجوه هؤلاء الجبليين و يشغل بالهم : متى سيأتي الفرنسيون[3]
و يقول : أخذت الحلقة بالهرج و المرج مع تعالي صرخات الفرح وانطلقت الأغنية :
وصل السيد الفرنسي بيننا
وجوده من سعد طالعنا
ينبئنا ان فرنسا ستعطينا السلاح
كي نكون عسكر فرنسا[4]
و عند الرحيل قال لي اسماعيل: إقامتك بيننا كانت أشبه بالحلم ... اخبرهم في فرنسا بأننا موجودون و بأن ألامنا تستحق تعاطف الفرنسيين .
بعد ان احتلت فرنسا سوريا قامت عدة ثورات عدة ضد الفرنسيين كان بعضا منها في مناطق اللاذقية ولاسيما تلكلخ وقد ساهم العلويون إلى جانب الفرنسيين في اخمادها وقد ذكر الجنرال غورو في مراسلاته انه ما كان له ان يخمد ثورة تلكلخ – الثورة الاولى التي قامت على الفرنسيين بعد دخولهم سوريا – لولا المساعدات الفاعلة التي قدمها له النصيريون في تلك المناطق[5] ، كان ذلك عام 1919-1920
و لاحقًا قام غورو بتقسيم سوريا إلى دويلات على أسس طائفية بحتة فنال العلويون جزء من سوريا كدولة مستقلة عرفت باسم (بدولة العلويين)[6] حيث أصبحت دولة مستقلة عاصمتها اللاذقية ابتداء من عام 1925، و خلال الوجود الفرنسي وقع حدثين فيما يخص العلويين :
 الأول ثورة صالح العلي و التي تم تزوير تاريخ سوريا و اقحامه على أنه أحد المناهضين للاحتلال الفرنسي في حين أن قتاله للفرنسيين هو لاسباب دينية مرجعها مناصرة الفرنسيين لأعدائه الإسماعيليين.
و الحدث الثاني كان ظهور سلمان المرشد كإله تبعته جموع من النصيريين تحت حماية الفرنسيين و بتمويل و تخطيط منهم كان الهدف منه ضرب السنة في الشام عام 1923، و هذا ما يذكره المندوب السامي (جبرائيل بيو ) حيث يقول :
"لقد قوّى موقعه وتمثيلياته بمساعدة القوى الفرنسية الخاصة (المكتب الثاني) الذين كانوا يرون فيه قبضة في وجه جبهة دمشق، هذه السياسة أعطت ثمارها حين أتيتُ إلى سوريا، عدة السلاح البسيطة بنظري والتي أرسلتها بالخفاء لسليمان المرشد، لم تكن فقط كافية لتهديد قوى الأمن السورية فقط، بل كان بإمكانه أن يضايق بها سلطة الانتداب"[7] 
و اذا تركنا السرد الزمني لفترة الاحتلال وصولا إلى مرحلة المفاوضات على استقلال سوريا – و هي بيت القصيد – فان الوثيقة رقم 3547  تاريخ 15/ 6 / 1936 ، التي ذكرها مندوب فرنسا في مجلس الامن، عن رغبة العلويين بعدم ضمهم إلى سوريا لم تكن سوى رسالة واحدة من ثلاث رسائل أرسلها كبار رؤوس الطائفة إلى باريس لنفس الغرض و هو اقناع الفرنسيين بعدم إلحاق الجبل بسوريا و المحافظة على استقلاله ، و حتى لا نطيل في استعراض محتوى تلك الرسائل فاننا سنقدم فقط مقدمتها و الموقعين عليها ،هذه الرسائل هي :
الرسالة الاولى :
و هي التي اشار لها مندوب فرنسا و التي احدثت الضجة
دولة رئيس الحكومة الفرنسية
بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرف نحن زعماء ووجهاء الطائفة العلوية في سورية أن نلفت نظركم ونظر حزبكم إلى النقاط التالية: إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل.............
الموقعون:عـزيز آغـا الهوّاش، محمد بك جنيـد، سـليمان المرشـد، محمود آغـا جديـد، سـليمان الأسـد، محمد سليمان الأحمد
الرسالة الثانية :
فخامة السيد السامي، بواسطة دولة حاكم اللاذقية الأفخم .نتشرف نحن رؤساء العشائر والزعماء والنواب العلويون بعرض ما يلي: لقد جاءت حكومة الانتداب إلى بلادنا ونحن مستقلون عن كل سلطة في الداخل بقوة سلاحنا ومنعة جبالنا. وهذا الاستقلال الغريزي دفع فريقاً منّا في بادئ الأمر إلى محاربة الجيش الإفرنسي احتفاظا فيه، ولكن الفريق الأكبر منا وثق بشرف فرنسا وتاريخها، فوضعنا يدنا بيد الانتداب الذي قدّر لنا هذه الثقة، فحفظ لنا استقلالنا ونظمه ...........
الموقعون : عزيز هواش – محمد سليمان الأحمد – محمد جنيد – صقر خير بيك – ابراهيم الكنج – يوسف الحامد[8]
الرسالة الثالثة :
دولة ليون بلوم رئيس مجلس الوزراء الفرنسي
سيدي: عطفاً على برقياتنا وكتبنا السابقة، نتشرّف بعرض ما يأتي :إنّ العلويين الذين يشكّلون الأكثرية الساحقة من سكّان حكومة اللاذقية، يرفضون الرفض الجازم رجوعهم إلى النير الإسلامي السنّي، ويذكّرون فخامتكم ورجال البرلمان الإفرنسي على اختلاف الأحزاب بتعهدات المفوضين الساميين باحترام الاستقلال العلوي وعدم إحداث تغيير إلا بعد أخذ رأي العلويين ومواقفهم، وهذه التعهدات تشهد في نظرنا على الأقل كل حكومة فرنسية، بل تفيد شرف فرنسا وكرامتها.إننا نؤكد لفخامتكم بمناسبة المفاوضات الإفرنسية – السورية أن كل اتفاق مع السوريين على قضيتنا مهما كان صغيراً لا يفيدنا مطلقا ولا نعترف به ولا بقانونيته بل نعدّه خروجاً من قبل المفوض الإفرنسي على مبادئ فرنسا السامية وعلى وعودها بل وعلى مبادئ الإنسانية التي لا تجيز لشعب أن يتحكّم بمستقبل شعبٍ آخر دون رضاه...
رئيس المجلس التمثيلي: ابراهيم الكنج[9]
انه من خلال استعراض محتوى الرسائل الثلاثة نجد مبادئ و مطالب واحدة كانت محور التراسل بين العلويين و الفرنسيين ، نختصرها بالتالي :
1.     إن العلويين هم شعب مختلف بعقيدته عن محيطه الاسلامي السني لذا فله خصوصية تميزه عن هذا المحيط الذي لا يكن له إلا العداء أو كما يسمونه (العدو التاريخي (
2.     رفض إلحاق العلويين بالدولة السورية ذات الغالبية السنية و الإصرار على دولة علوية مستقلة في شؤونها كلها و ربط استقلال سوريا بحل المشكلة العلوية
3.     مشاعر العطف و الاحترام التي يكنها العلويون لليهود الطيبين المضطهدين في فلسطين من قبل المسلمين ، و تحذير فرنسا من قيام اتحاد بين سوريا و فلسطين المسلمتين
4.     التأكيد على الخدمات الجليلة و الكبيرة التي قدمها العلويون لفرنسا و على مشاحر الحب و الاحترام التي يكنها العلويون لفرنسا
إن الوثائق الثلاث تلك هي وثائق صحيحة و غير مزورة أو مفتراة على العلويين يشهد بذلك سجلات وزارة الخارجية الفرنسية و لكل وثيقة من تلك الوثائق رقم مسجلة به في الأرشيف الخاص بوزارة الخارجية الفرنسية و هذا بحد ذاته توثيقا يحتج به و يبنى عليه، و يبقى اعتراض يطرحه المكابرون من العلويين و حلفائهم للتشكيك بتلك الوثائق وهو: أن الموقعين على هذه الوثائق من العلويين لا يمثلون العلويين بل يمثلون انفسهم. هل كان الموقعون على تلك الرسائل يمثلون حقيقة المجتمع العلوي ام هم اناس لا يمثلون سوى انفسهم ؟
الجواب عن هذا السؤال يستوجب فهم طبيعة المجتمع العلوي، و بشكل مختصر فإن المجتمع العلوي هو مجتمع قبلي عشائري كان و لا زال إلى اليوم ، فالعلويون يتجمعون ضمن قبائل تشكل بنيان المجتمع، و بشكل أساسي ينحدر العلويون من أربع قبائل أساسية وعشائر صغيرة ليس لها قيمة اجتماعية كبيرة، و خلال الفترة التي كتبت فيها تلك الرسائل كان زعماء تلك القبائل هم ممثلوها و روؤساؤها، و كما هو معروف في المجتمع القبلي فإن علية القوم هم الذين تؤول اليهم أمور الحل و العقد ، و لو استعرضنا القبائل الاربع في ذلك العصر و رؤسائها لوجدنا التالي :
1.     قبيلة الحدادين: أشهرعائلة فيها هي آل كنج و زعيمهم هو ابراهيم كنج
2.     المطاورة: أشهر عائلاتها هم آل هواش و كبيرهم في ذلك العصر عزيز الهواش
3.     الخياطين:  زعماؤهم آل عباس، ومن شخصياتهم المعروفة (جابر العباس) و شوكت العباس حاكم دولة العلويين عام 1939
4.     الكلبية: و فيها عائلتين:  هم  آل جنيد و منهم  محمد بيك الجنيد ، و آل خيربك ومنهم   صقر خير بك  كانا متأرجحين بين نزعة الانفصال و الوحدة مع سوريا ، وكان النجم الحقيقي للكلبية و احد شخصياتها الدينية هو سليمان الاحمد، وابنه بدوي الجبل كان في حالة مد و جزر في ولائه العلوي ، كان اول الامر وطنيًا ثم سكرتيرًا للمتعاون إبراهيم كنج حتى عام 1936 ثم عاد وطنيا ضد الفرنسيين[10]
و يقول باترك سل : في شباب الأسد كان الرجال الذين يتحدثون في السياسة يتداولون أسماء كنج و عباس و هواش  و كانت تطغى على هذه الشخصيات شخصية سليمان المرشد[11]
الآن لو استعرضنا أسماء الموقعين على تلك الرسائل و قارناها بالقبائل و العوائل الشهيرة في تلك القبائل و الشخصيات القيادية في تلك العوائل هل سنصل إلى نتيجة ان الموقعين يمثلون المجتمع العلوي أم لا؟ نترك للقاريء الحكم. الشخصيات الموقعة على الرسائل السابقة هم :
عـزيز آغـا الهوّاش
 محمد بك جنيـد
 سـليمان المرشـد
 محمود آغـا جديـد
 سـليمان الأسـد
محمد سليمان الأحمد
 صقر خير بيك
ابراهيم الكنج
يوسف الحامد
و بالنسبة لسليمان الاسد فان ما ذكره باترك سل عنه يغني، حيث يقول : "واستطاع سليمان بفضل قوته الجسدية و تميزه أن يحرز مكانة اجتماعية مرموقة مكنته و ابناءه من بعده من حجز مكانة اجتماعية مرموقة داخل قبيلة الكلبية بحيث اصبح احد وجهائها

رسائل الوحدويين :
كانت مطالب زعماء العشائر النصيرية من حكومة الانتداب الفرنسي كما لاحظنا سابقا تتمحور حول وجوب عدم الحاق دولة العلويين بالدولة السورية و مطالبين بالاستقلال متذرعين بذرائع اختلاف الدين بالدرجة الاولى، و في الحقيقة هذه الرغبة بالاستقلال لم تكن وليدة مفاوضات الاستقلال بل هي نزعة موجودة منذ وطئ الفرنسيون ارض سوريا و لعل في هذا الجزء من رسالة للجنرال غورو إلى حكومته بباريس في السنة الاولى للانتداب  ما يكشف هذه الحقيقة بوضوح ، يقول غورو في رسالته تلك :
" أُفيدكم بهذا الصدد، أنّ النصيريين الذين يستيقظ شعورهم الإقليمي للحكم الذاتي، منذ لم يعد للأتراك دورٌ هنا لتذويبهم مع المسلمين.......... فقد تلقيتُ برقيةً تفيدني بأن 73 زعيماً نصيرياً، يتحدّثون باسم جميع القبائل، ويطالبون بإنشاء اتحاد نصيري مستقلٍ تحت حمايتنا..."[12]
لم تستطع فرنسا تحقيق الاستقلال المنشود للعلويين في دولة مستقلة و باءت محاولات العلويين  بالفشل و قوبلت بالرفض من قبل الفرنسيين (مكرهين ) لاسباب سنذكرها في اخر المقال، فلما أيقن زعماء العلويين بعدم امكانية تحقيق حلمهم بالانفصال و انفضحت حقيقة المراسلات المتبادلة بين العلويين و الفرنسيين  جاءت رسالتهم المطالبة بالوحدة مع سوريا مسايرة لمتطلبات العصر ، و مما جاء في هذه الرسالة :
معالي وزير الخارجية- باريس
جئناكم وقد نفذ صبرنا نشكو سياسة التفرقة المشؤومة التي ما زال يسير عليها ممثلو فرنسا في حكومة اللاذقية حتى يومنا هذا .
إن أغلب هؤلاء الموظفين الموجودين في بلادنا منذ سنوات عديدة ,يستخدمون سلطاتهم المطلقة لمحاربة كل فكرة للتوحيد بين سكان البلد الواحد .وهم لا يفتأون بمختلف الوسائل ,تغرير القلة من المنتفعين حولهم الذين جمعوهم حولهم للمطالبة بالإبقاء على الوضع الراهن ولا غاية لهم سوى ضمان الإستمرار في مراكزهم,وتأمين مصالحهم الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب بلادهم , والبلد الذي دعوا لخدمته فرنسا
ويبدو أنهم في الآونة الأخيرة قد تفتق ذهنهم عن وسيلة جديدة للوصول إلى غايتهم:
فبمقابل البيان المتحرر الصادر عن مجلس الوزراء الفرنسي الجديد والمتعلق بتحقيق استقلال سورية ووحدتها أخذوا يستنفرون أنصارهم ووقعوا على عرائض جديدة تشير بصورة غير مباشرة , وإن كان لا لبس فيها,إلى إبقاء حكومة اللاذقية على نظامها الحالي ................
الموقعين على هذه الرسالة طائفة كبيرة من مشايخ النصيريين و بعض المسيحيين[13]
إن محتوى رسالة الوحدويين يركز على ان العلويين مسلمين و عرب و هم سوريين مثلهم مثل باقي الشعب السوري  وان الانفصالييين مجموعة من الانتهازيين هم ادوات بيد السلطات الفرنسية التي تريد تمزيق الوطن الواحد .....
 ان مثل هذا الانشاء لشديد الشبه بما كتبه عبد الرحمن الخير في كتبه عن حقيقة كون النصيريين مسلمين و عرب و وطنيين كما كتب غيره بنفس النفس الوطني و كل ذلك لحرف الانظار عن حقيقة العلويين و عدم تسليط الضوء عليهم .
ان حقيقة كون أن للعلويين خطابين الأول خاص بالطائفة و يقوم على الطائفية و العمل من أجل الطائفة يتم تداوله بين جموعهم فقط ، ازاء خطاب آخر قومي  وحدوي يلبس العلويين لباس الاسلام و العروبة هو حقيقة لا شك فيها ، و لولا هذا ما كان لهم أن يخترقوا المجتمع السني ويخدروه في الوقت الذي كان التخطيط و المكر منصب على التمكين للطائفة العلوية و بقيادة مشايخهم الدينيين (سليمان الاحمد ، إبراهيم مرهج، عبد اللطيف مرهج ، عبد الرحمن الخير ....) لذلك ليس من الغرابة ان يكون غالبية الموقعين على وثيقة الوحدة هم من مشايخ النصيريين، و كما قلنا كان للعلوية في كل مراحلها في العصر الحديث خطابين و خطين لهما قيادة واحدة و لكنهما متشعبين الاول قاده رجال الدين و كان خطابا تخديريا للمجموع السني (تعتبر مؤلفات عبد الرحمن الخير نموذجا مثاليا لذلك )، و الثاني تآمري نفذته القيادات العشائرية (السياسية) ثم انتقل عملها لطبقة العسكريين التي ظهرت في الجيش وتم التمكين لها بواسطة الفرنسيين و العديد من المخدوعين من السنة مثل اكرم الحوراني وامين الحافظ... ان كلا من وثيقتي الانفصال و الوحدة مع سوريا هما من مصدر واحد و ليس من فريقين متعاكسين و ان بدا في الظاهر ذلك ، فالانفصاليون سعوا لتحقيق الانفصال فلما أيقنوا ان ذلك غير ممكن تدخل الدينيون بوثيقة تخديرية لمسايرة الوضع و لتزييف الحقيقة و هذا يشابه إلى حد بعيد   ما حدث في الستينيات فقد قامت القيادة العسكرية و السياسية للعلويين (جديد – الاسد – ماخوس ) بصفقة تسليم الجولان فلما احست القيادة الدينية بان الوضع يوشك على الانفجار من قبل السنة بسبب هذه الفعلة مما قد ينعكس على الطائفة نفسها خطت خطوة استباقية فأعلن عبد الرحمن الخير عن بيان تتبرأ به الطائفة من افعال العسكريين ثم لاحقا بعد ان استتب الامر و لم يحدث شيئ تبرأ الخير مما قاله و انكره و لم يسمع له انتقاد لحافظ و افعاله[14]
اذا كان كاتبو العرائض المطالبة بالاستقلال حفنة قليلة من العلويين لا تمثل الا نفسها فكيف عرف كاتبو عريضة الوحدة ان الانفصاليين ابرقوا للفرنسيين؟ و كيف عرف الوحدويون بالمحتوى الذي تضمنته الرسائل الانفصالية حيث نجد في رسالة الوحدويين ما يدل على ان كاتبيها على علم و دراية بما تحتويه رسالة الانفصاليين مثل قولهم ان حجة الانفصاليين هي اختلاف الدين بين العلويين و المسلمين ؟
ان تسلسل التواريخ المؤرخة للوثائق يدل على ان الوحدويين تداركوا فشل الانفصاليين و غطوا عليه بوثيقة سايرت حقيقة انه لا يمكن الانفصال في تلك الظروف ، فرسائل الانفصاليين مؤرخة بين 8 و 11 حزيران 1936، و رسالة الوحدويين جاءت بعدها بعشرين يوما ، في 2 تموز 1936، تبع ذلك في 4 كانون الاول من نفس العام اجتماع جمع المندوب السامي الفرنسي مع المجلس التمثيلي لمدينة اللاذقية و هاشم الاتاسي اعلنوا فيه ضم حكومة اللاذقية للجمهورية العربية السورية
أما لماذا لم يستطع العلويون الانفصال بدولتهم و هو ما سعى له كاتبو الرسائل الثلاث المطالبة بالانفصال فان الجواب نجده عند المندوب السامي  جبرائيل بيو ، حيث قال :
" إنّ سلطة الانتداب اضطرت لضم بلاد العلويين للدولة السورية بسبب أن العلويين لم يصلوا إلى مستوى حكم أنفسهم بأنفسهم، حتى عاصمتهم اللاذقية، لم تكن قط علوية من حيث السكان، فهي مدينة سنية أولاً ويتبعهم الروم الارثوزكس من حيث العدد."[15]
و نفس الامر قاله  جاك فوليرس:
 أن سلطة الانتداب الفرنسي، والتي كانت تشجّع استقلال دولة العلويين، تراجعت عن تلك السياسة لسببين، السبب الأول أن الطبقات الشعبية لم تصل إلى مستوى فهم الفرصة التاريخية لبناء دولة، والسبب الثاني أنّ دولة العلويين كانت من الناحية الاقتصادية فقيرة جداً لتحمل أعباء مصاريف دولة، فكان على سلطة الانتداب ضمها لباقي دول المشرق التي كانت تحت الانتداب الفرنسي[16]
عندما انسحبت فرنسا من سوريا لم ينتهي دور رعايتها لللاقليات و منهم العلويين بل تغير الاسلوب فبدل انشاء دولة مستقلة خطط لهم بالسيطرة على سوريا ابتداء من خلال جيش المشرق –الذي ضم الاقليات الدينية و العرقية – هذا الجيش الذي رفضت فرنسا تسريحه بل اصرت على بقائه و اعتماده كنواة للجيش السوري ، و لاحقا ستكون عملية الانقلابات العسكرية عملية غربلة و اصطفاء للوصول بالاقليات للحكم و لم يعد سرا اليوم ان كون الانقلاب الاول (انقلاب حسني الزعيم) عام 1949 كان وراءه الفرنسيون و الامريكيون ثم توالت الامور حتى ثورة البعث سنة 1963و استتباب الامر للعلويين في اخر انقلاب لحافظ الاسد عام 1970. وما كان لبشار الأسد ان يخلف اباه لولا موافقة فرنسا على ذلك بدليل ذلك اللقاء الرسمي الذي جمع بشار مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل عام 2000 دون ان يكون لبشار وقتها أي صفة رسمية.
بنهاية الامر لم يكن هناك انفصاليون و وحدويون بل جماعة واحدة عملت من اجل طائفتها و سايرت المتطلبات و تلاءمت معها و جيرتها لصالحها و لو كان ما نعلمه من حاضر هذه الطائفة يبشر بخير و يعطي مثالا حميدا عن اخلاقها لتجاوزنا الموضوع واعتبرناه زلة من البعض و لكن عندما نرى اصرارا و تصريحا بلا مواربة على تدمير سوريا حجرا حجرا و سحق اهلها فاننا لا نستطيع سوى ربط الواقع بالماضي فاحداث التاريخ سلسلة مترابطة متصلة يقود بعضها إلى بعض بترابط منطقي لا تنفصل فيه المقدمات عن النتائج و من لم يقنعه ما ذكرناه من ماضي هذه الطائفة فان في واقعها الحاضر ما يغني عن التاريخ






[1] محمد كرد علي-خطط الشام
[2] ليون كاهون-رحلة إلى بلاد العلويين-ص35
[3] نفس المصدر السابق-ص42
[4] نفس المصدر-ص73
[5] جعفر الدندشي-قراءة جديدة في تاريخ سوريا الحديث-ص16
[6] خلال تقسيم سوريا ظهر لاول مرة مصطلح (العلويين) بدل النصيريين و اعطيت دولة العلويين علما خاصا بها حيث تظهر شمس في وسطه و هي دلالة على الاله (علي) المحتجب في عين الشمس
[7] الدندشي-نفس المصدر-ص36
[8] محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية- سوريا/لبنان-مجلد492-493
[9] محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية- سوريا/لبنان-مجلد492-493
[10] باترك سل –الاسد و الصراع على الشرق الاوسط -  ص 38-39
[11] نفس المرجع السابق - ص 40
[12] الدندشي-نفس المصدر السابق-ص16
[13] محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية -سورية/لبنان- مجلد 492/493
[14] مقالة حمص والنصيرية في وثيقة وحيد العين-محمد سرور زين العابدين- الموقع الرسمي لزين العابدين-26/6/2012
[15] الدندشي-نفس المصدر-ص40
[16] الدندشي-نفس المصدر السابق-ص33