الثلاثاء، 17 أبريل 2018

عيد الرابع من نيسان العلوي












                                                عيد الرابع من نيسان العلوي

يحتفل العلويون اليوم بواحد من الاعياد الاربعة ذات الاصل الفارسي وهو عيد الرابع من نيسان وفق التقويم الشرقي اليولياني، 17 نيسان بحسب التقويم الغربي
 بحسب مصادرهم القديمة فان هذا العيد هو من اعياد النيروز. يقول عنه المنتجب العاني:
و قرينه ميقات أُنس جِدَّةً ،،،،،،،، في الرابع الميمون من نيسان
اي قرين عيد النيروز لانه يأتي بعده في التسلسل في التقويم لان النيروز ياتي يوم 21 اذار شرقي
وبالنسبة لقدماء النصيريين لم يكونوا يعلمون عن اصل هذا العيد اكثر من كونه فارسيا لانه جاء من التراث الفارسي الذي شكل احد مصادر العقيدة النصيرية لذلك يرتبونه ضمن جملة الاعياد الفارسية
وقد اسند الخصيبي اصل هذا العيد الى التراث اليهودي وربطة بقصة بني اسرائيل الذين ذكرهم القران في الاية: { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون } البقرة:243.
وفي قول الخصيبي ان موسى دعا ربه ان يحييهم فامره الله ان يرش عليهم الماء فرش عليهم موسى الماء فعادوا الى الحياة لذلك صارت هذه الحادثة عيدا يقع في الرابع من نيسان (الرستباشية)
غير ان بعض المعاصرين من العلويين صاروا يخالفون اسلافهم واصبحوا يفسرون اصل هذا العيد على انه موروث كنعاني قديم لسكان سوريا القدماء لتزوير حقيقة نسبة النصيرية للعجم وربطها بالساميين القدماء سكان سوريا وليقولوا بعدها نحن من اصول كنعانية او ارامية. وطبعا هذا تزوير للتاريخ فالنصيريون ليسوا من سكان المنطقة بل هم وافدون من الشرق والاصول العرقية الاولى لرؤوس هذا الدين واتباعه لا علاقة لهم بالعرب فضلا على ان يكون لهم علاقة بالساميين.
قد يكون عيد الرابع ذا اصل كلداني قديم اخذه الفرس من البابليين كما اخذوا عنهم اللفة الارامية ومظاهر الحضارة ثم دخل اديانهم الثنوية التي شكلت الاصول الاولى للفرق الباطنية فدخل هذا العيد ضمن الاعياد المقدسة للنصيريينن وقد يكون هناك مصدر اخر جاء منه هذا العيد الى عقائد النصيريين وهو عقائد الحرانيين التي شكلت حيزا كبيرا في العقيدة النصيرية. والحرانيون سكان حران كانوا من بقايا الكلدانيين الذين استمروا بالوجود الى القرن الرابع الهجري وكان من اعيادهم الاول من نيسان باعتباره راس السنة الحرانية.
يسمى هذا العيد حاليا بعدة تسميات منها: عيد الرابع، عيد الزهرية، عيد الزهورية...
في هذا العيد كما في سائر الاعياد يؤم النصيريون المقامات الدينية لتقديم الاضاحي و الوفاء بالنذور. و تستمر الاحتفالات أربعة أيام وفيه تجتمع الجماهير كل يوم في مكان معين يحدد مسبقاً: سلحب- شيخ عثمان- شطحة- أبو قبيس .‏‏ و يستبقون يوم العيد بجمع الزهور و نقعها بالماء و في صباح يوم العيد يغتسلون بها في محاكاة لما فعله موسى من رش الماء على جماعة بني اسرائيل الذين احياهم. و قديما كان للنصيريين في اللاذقية ميقاتا محددا في مكان محدد يجتمعون فيه للاحتفال بيوم العيد الذي لا يخلوا من الخمور و الفجور... وفي القديم كان يجتمع أبناء القرى بعد اتفاق على إقامة "الرابع" في مكان يحدد وفق مساحته الفسيحة ليستوعب الأعداد الكبيرة التي ستقصده، وغالبا يكون مكان الاجتماع عند ضريح شيخ من شيوخهم ويحرص خادموا المقامات على تشجيع العلويين للحضور الى اماكن الاضرحة للاحتفال لأن ذلك يؤمن لهم دخلاً مادياً مرتفعاً. فمعظم زوار المقامات، يقدمون بعض المال على شكل زكاة الى جانب الاضاحي التي تذبح عند هذه المقامات... ولا يتم العيد الا بالاحتفال به بالرقص والغناء وبسبب طبيعة العلاقات الاجتماعية بين العلويين التي لا تمانع السفور والاختلاط بين الجنسين فان حلقات الدبكة والرقص قد تتطور الى علاقات اباحية او زواج
وبعيدا عن مظاهر الاحتفالات الشعبية لا بد لطبقة رجال الدين ان تنزوي وتقيم الصلوات والقداسات الدينية وفق طقوس الصلاة الخاصة في صلوات الاعياد.
و ككل الاعياد لا بد في هذا العيد من ذبح الذبائح وتقديم القربان المكون من اللحم والبرغل بمرافقة عبد النور (الخمر)

الاثنين، 2 أبريل 2018

العلويون والشيعة

4-الحلف الفارسي- العلوي:


في عام 1978 أخرج العراق الخميني من أراضيه فتلقى عرضًا من الأسد أن يقيم في سوريا لكن الخميني آثر فرنسا لغاية في نفسه أو في نفس من وراءه[i]. حدث هذا بعد شهر من مقتل موسى الصدر الذي وقع في 31 اب 1978، وبعد هذا الحدث بستة شهور كان الخميني على متن طائرة فرنسية متوجهة إلى طهران ليكون على قمة السلطة هناك مستفتحًا عصر ولاية الفقيه.
لقد كان كلًا من الأسد والقذافي وأطراف أخرى خفية هي وراء قتل موسى الصدر والهدف هو إفساح المجال للخميني، ذلك أنه في ذلك الوقت كان الصدر أشهر شخصية شيعية وكانت طموحاته تتعدى زعامة شيعة لبنان إلى زعامة الشيعة في العالم، ولم يكن من طريقة لإزاحة الصدر وإفساح المجال للخميني سوى بالتخلص من الصدر وهذا ماكان. وتبع ذلك بعد فترة تفكيك حركة امل لصالح التيار الخميني المتدثر بدثار امل فانشق الخمينيون عن «امل الصدر» وشكلوا «امل الإسلامية» بزعامة حسين الموسوي ثم لم يلبثوا أن غيروا الاسم إلى «حزب الله» الذي أعلنها بلا مواربة انه يتبع ولاية الفقيه الممثلة باية الله  الخميني، كان ذلك عشية الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وبموافقة من الأسد وتسهيلات منه أدارت السفارة الإيرانية (علي محتشمي)  في دمشق حزب الله ومولته ودربته من خلال قوات الحرس الثوري الإيراني التي سمح لها الأسد أن تفتتح معسكرات التدريب للشيعة في البقاع فصار لإيران جيبًا في لبنان وأصبح الحزب الشيعي الخميني ذراعًا لها استطاعت اعتمادًا عليه السيطرة على لبنان وتحويله إلى محمية ايرانية شيعية.
وعلى الجانب الآخر من سوريا من الشرق اندلعت الحرب الإيرانية العراقية مع مقدم الخميني للسلطة، وخلافًا لما تقتضيه مباديء حزب البعث الحاكم في سوريا والعراق من ضرورة مؤازرة الأخ العربي انسجاما مع مباديء حزب البعث فإن الأسد العلوي آثر الخميني الفارسي الشيعي على العربي ولا شك أن العامل العقائدي (الديني) كان أحد العوامل المهمة وراء دعم الخميني وإيران ضد صدام حسين والعراق، ولم يكن دعم الأسد لإيران مقتصرًا على الإعلام بل شارك في الحرب بشكل مباشر فتحولت سوريا إلى ممر للأسلحة السوفيتية المتوجهة إلى إيران، وقاعدة لاستقطاب الشيعة وتدريبهم قبل عبورهم إلى إيران، وتحول الاقتصاد السوري إلى مؤازر للاقتصاد الإيراني، وقيل أن الطائرات السورية شاركت في نهايات الحرب في قصف أهداف عراقية لصالح إيران
وهكذا وبرعاية ومساعدة من الأسد استطاعت إيران الخمينية أن تمد جسرًا إلى قلب العالم العربي لتصبح ركنًا أساسيا فيه، وما فعله الأسد كان نظير ما فعله الشيعي ابن العلقمي عندما اغرى هولاكو باجتياح العراق فانساحت قوات المغول في العالم العربي ناشرة الخراب كما انساح النفوذ الإيراني اليوم معيدًا نفس الخراب.
إن ما بدأه شيوخ العلويين والشيعة من علاقات وروابط مطلع القرن العشرين أثمر في فترة الثمانينيات والتسعينيات عن حلف استراتيجي بعيد المدى جمع الشيعة ممثلين بإيران وأحزابها المسلحة في المنطقة، والعلويين ممثلين بحكام سوريا، هذا الحلف تحول بعد العام 2000م إلى هيمنة إيرانية على سوريا بموافقة ورضا بشار الأسد بحيث تحولت سوريا إلى محمية إيرانية يتبادل فيها العلويون والشيعة أسباب وجودهم وبقائهم، فبقاء إيران ومشروعها الشيعي الصفوي كقوة ونفوذ في المشرق العربي يرتبط إلى حد بعيد ببقاء العلويين حاكمين ومهيمنين على سوريا، وبقاء العلويين في حكم سوريا يستمد بقاءه من قوة إيران ووجودها، وهذا الوضع موافق عليه أوربيًا وأمريكيًا وإسرائيليًا فأن تُحكم المنطقة بأقليات طائفية هو الوضع الأمثل الذي يضمن أمن إسرائيل ومصالح الغرب الاقتصادية والعسكرية ويبقي المنطقة في حالة توتر دائم يستنزف إمكانياتها ويمنعها من النهوض. يقول «روبرت دريفوس» صاحب كتاب «لعبة الشيطان»: إن إسرائيل ترى الأقليات حلفاء لها مثل الموارنة والدروز والعلويين والشيعة... وهناك دراسات عديدة في مراكز الأبحاث توصي بالتعامل مع الإسلاميين الشيعة لأنهم يمكن الوثوق بهم على خلاف الإسلاميين السنة.. بل يدعوا باحثون مثل ريتشارد بيرل ودانييل بليتكا لقيام جمهوريات شيعية في المنطقة[ii]... وتسليم المنطقة للأقليات بصفتهم حلفاء موثوقين هو الاستثمار الذي عملت عليه الدول الاوربية منذ احتلالها للمنطقة وقد أصبح اليوم حقيقة، ولا مجال لإسقاط هذا المشروع إلا بكسر العمود الفقري لإيران (العلويين) أو كسر العمود الفقري للعلويين (إيران).




الأحد، 1 أبريل 2018



العلويون والشيعة

3-شراكة وتعاضد:

مع بداية الستينيات من القرن الماضي حدثت تغيرات سياسية متزامنة في المنطقة، فقد تمرد الخميني في إيران على الشاه مفتتحًا عصر الثورة التي ستسقط الشاه وتأتي بالملالي الشيعي نهاية السبعينيات. وحدث الانقلاب الطائفي في سوريا 1963م الذي أوصل العلويين إلى الحكم بشخص جديد-عمران-ماخوس في عباءة حزب البعث. وقبله بسنتين حدث انقلاب العراق الذي أسقط الملكية في الوقت الذي بدأ فيه محمد باقر الصدر عمله في بعث الشيعة في العراق، وفي لبنان بدأ نجم موسى الصدر بالبزوغ خلفًا لشرف الدين ومن وراءه الشيعة، وما كان سليمان الأحمد قد أسسه من علاقات مع معاصريه الشيعة استمر به من جاء بعده مثل عبد اللطيف مرهج وعبد الرحمن الخير وعلي عزيز إيراهيم... من جانب العلويين ومعاصريهم من الشيعة: موسى الصدر، ومحسن الحكيم، وحسن مهدي الشيرازي، ومحمد حسين فضل الله... ، وقد ذكر الشيخ العلوي علي عزيز إبراهيم جانبًا من تلك العلاقات والمراسلات في تلك الفترة والتي تضمنت في بعضها معونات مالية وبعضها توجيهات وإرشادات من مراجع شيعيية عراقية ولبنانية على راسها موسى الصدر لشيوخ الطائفة النصيرية، وبعضها مديح وثناء 
وقد نتج عن تلك اللقاءات والزيارات التي بدأ بها سليمان الأحمد وسار على خطاها من جاء بعده تلك الفتاوى الشيعية التي اعتبرت العلويين من الشيعة الاثني عشرية بعد أن كانت كل المصار الشيعية تعتبرهم فرقة خارجة عن التشيع وعن الإسلام. ومن أمثلة هذه الفتاوى تلك التي أطلقها المرجع الشيعي حسن مهدي الشيرازي عام 1972م . و ما أفتى به موسى الصدر عام 1973م باعتباره العلويين من المسلمين وأنهم طائفة من الشيعة الاثني عشرية ليعطي المشروعية وقتها لحكم حافظ الأسد العلوي في سوريا بجعله مسلمًا شيعيًا كما ينص الدستور السوري وقتها من أن يكون دين رئيس الدولة هو الإسلام. ولم تأت الفتاوى الشيعية سالفة الذكر إلا بعد أن أصدر مشايخ الطائفة العلوية عام 1972م بيانًا أجمعوا فيه على أنهم طائفة شيعية تؤمن بما يؤمن به الاثني عشرية وتتعبد الله على مذهب جعفر الصادق 
وبفتوى الصدر وغيره من ملالي الشيعة مطلع السبعينيات زالت تلك الجفوة التي امتدت لقرون بين الاثني عشرية والنصيرية وحقق العلويون النسبة للشيعة، وأقول النسبة لا الانتساب إليهم، ذلك أنه لم يكن هدف العلويين التحول من النصيرية إلى الاثني عشرية وانما أن يُنسَبوا إلى الشيعة ليحققوا المشروعية لطائفتهم ويربطوا طائفتهم بأصل ديني معترف به.
مرحلة التشارك والتعاضد:
اُفتتحت هذه المرحلة منذ مطلع السبعينيات حيث أخذ رجال الدين العلويين والشيعة بالتواري وتصدر المشهد سياسيون وعسكريون لكنهم مسيرون من قبل الدينيين، فبعد أن سيطر العلويون على حكم سوريا، اُصطنعت الظروف في لبنان لتسليمها إلى الشيعة فكانت الحرب الأهلية منذ عام 1975 التي أرادوا من وراءها تفريغ لبنان من أي قوة سنية أو مسيحية لصالح إفساح المجال للشيعة، وخلال هذه الفترة أسس موسى الصدر حركة المحرومين وجناحها المسلح (حركة امل) منذ عام 1975 كأول تنظيم شيعي مسلح في لبنان بواجهة علمانية مسيرة من رجل دين هو موسى الصدر برعاية علوية من قبل حافظ الأسد وهذا ما صرح به لاحقًا نبيه بري عندما قال: « إن حركة امل لم تتسلم شيئًا على الإطلاق من أي إنسان خارج سوريا التي حصلنا منها على السلاح، أخذنا أسلحة ودبابات من سوريا وإمداداتي العسكرية كلها من سوريا، أنا لا أنكر ذلك» وبعد تأسيس امل بدأت مرحلة احتلال بيروت الغربية ذات الغالبية السنية من قبل الشيعة بتخطيط من الصدر وعندما زاد الضغط من قبل الشيعة على بيروت الغربية في السنوات التالية شكى وفد سني من بيروت لحافظ الأسد ما يقوم به الشيعة من استيلاء على الأراضي والممتلكات، فقال لهم إنه هو نفسه كان فلاحًا أطاح بسلطة وجهاء المدن . وعندما دخلت القوات السورية لبنان عام 1976 كانت الأوامر واضحة وصريحة من موسى الصدر للشيعة بأن لا يقف أحد مع الجبهة الوطنية التي يقودها كمال جنبلاط ضد الأسد .... يتبع