الجمعة، 22 نوفمبر 2019

العلويون والفُرس



الأصول المجوسية في العقائد النصيرية:


تمثلت الحركة الشعوبية الفارسية والتي أصبحت ظاهرة عامة مع مطلع العصر العباسي بجوانب عديدة: فهي كانت دينية تحت اسم حركة الزندقة -مثل حركة الراوندية والخطابية- ترمي للنيل من الإسلام كدين وعقيدة انتقاما لاديان الفرس التي اطفأها الإسلام...، وكانت سياسية ترمي لاعادة دولة الفرس من خلال نزعات التمرد والاستقلال عن السلطة المركزية ببغداد كحركة البرامكة والدول الفارسية التي استقلت عن الخلافة كالصفاريين والزياريين... و كانت نزعة قومية عرقية فارسية تنتقص من العرب ولغتهم ظهرت واضحة في النصوص الأدبية والشعرية الفارسية او التي كتبها الفرس بالعربية، من مثل بعض اشعار ابي نواس وابي العتاهية وبشار بن برد وصاحب الشاهنامة... يقول أبو نواس ساخرا من العرب واشعارهم:
قالوا ذكَرْتَ ديارَ الحيّ من أسَدٍ            لا دَرّ درّكَ قلْ لي من بَنو أسَـدِ
و مَن تميمٌ، ومنْ قيسٌ وإخوتُهُمْ،        ليس الأعاريبُ عندَ اللهِ من أحَدِ
وفي شعر ابي اسحاق المتوكلي الاصفهاني الذي نظمه ليعقوب بن الليث الصفار والذي كان مختصر رسالة أرسلها الملك الصفاري للخليفة المعتمد العباسي جمعًا للبعد الشعوبي الرامي لاعادة امجاد الفرس والثأر لهم من العرب وابادة ملكهم واعادتهم الى صحرائهم:  
أنا ابن الأكارم من نسل جم           وحائز إرث ملوك العجم
ومحيي الذي باد من عزهم       وعفى عليه طوال القدم
وطالب أوتارهم جهرة                     فمن نام عن حقهم لم أنم
فقل لبني هاشم أجمعين               هلموا إلى الخلع قبل الندم
فعودوا إلى أرضكم بالحجاز           لأكل الضباب ورعي الغنم[1]
وكانت هناك شعوبية فارسية أخرى غير ما مر استترت وتركت بصماتها استهدفت التاريخ الإسلامي ورجاله واحداثه لا سيما القرن الأول من عمر الاسلام وتبدو واضحة في تاريخ بني امية بشكل خاص لما لبني امية من دور في تعريب الدولة لغة وإدارة وجيش...
وقد تتداخل كل مظاهر الشعوبية ببعضها  لتظهر حركة عرقية فارسية دينية زندقية سياسية كما في ثورة المقنع الخراساني (158هـ) وبابك الخرمي (201هـ)
ويلاحظ ان حركات الزنادقة واتباعها بشكل عام جمعوا بين كل مظاهر الشعوبية فهم ضد الإسلام وضد العرب وضد الدولة.
تولدت حركات الزندقة عن اتباع الديانات التلفيقية التي زاوجت بين المجوسية والمسيحية قبل الإسلام فكان من نتاجها الديانات الثتوية مثل المانوية والديصانية والمرقيونية... فلما جاء الإسلام واصطدمت به بعد ان اسفرت عن وجهها الحقيقي مطلع العصر العباسي فكانت ثورة الراوندية (141هـ) التي نادت بالوهية الخليفة المنصور ثم اعقبها  ثورة الخطابية (142هـ) التي نادى صاحبها أبو الخطاب بالوهية نفسه زمن ابي جعفر المنصور حيث تم قمعهما وانطلقت على اثرها حركة ملاحقة الزنادقة بشكل رسمي في عهد المهدي بن ابي جعفر من خلال ديوان الزنادقة الذي تخصص في ملاحقة اتباع هذه الحركات، حاول الزنادقة نتيجة الملاحقة التعايش مع الاسلام والتماهي به على طريقة المانوية والديصانية في تعايشها مع الزرادشتية والمسيحية قبل الإسلام فخلطت عقائدها الثنوية الغنوصية بالإسلام وانسلت داخل حركات الشيعة التي وجدت فيها البيئة المناسبة لممارسة عدائها للسلطة الحاكمة مدفوعة بحقد فارسي ديني شعوبي غطته بقناع شيعي.  واوجدت الجو المناسب بان مزجت ما بين عقائدها القديمة ودعاوي الشيعة في الامامة والخلافة بشكل تدريجي حتى ظهر عن هذا الخليط أخيرا ما عرف باسم الفرق الباطنية الشيعية التي كانت ثنائية الوجه فباطنها ينتسب الى عقائد الفرس الثنوية والغنوصية وظاهرها يرتدي التشيع والولاء لاهل البيت. فظهر تبعا لهذا الفكر الكثبر من الحركات الباطنية اندثر معظمها مثل البزيغية والشلمغانية والاسحاقية... ولم يستمر منها سوى ثنتين هما الاسماعيلية والنصيرية تفرعتا عن الحركة الباطنية الخطابية المنسوبة لابي الخطاب محمد بن ابي زينب الذي قتل زمن ابي جعفر المنصور بعد ان ثار في الكوفة وادعى الالوهية سنة 142هـ
ولما كانت الفرق الباطنية الباقية الى اليوم وهي النصيرية والاسماعيلية وما انشق عنهما لاحقا (الدروز والمرشدية) ما هي سوى امتداد لحركة الزندقة فان هذه الحركات كان في أصولها العداء والشعوبية تجاه العرب وما يمثلونه من عرق ودين ولغة ويظهر الوجه الفارسي لهذه الفرق ابتداء في هوية رؤوس هذه الحركات ومنظريها الأوائل الذين كان جلهم الأعظم من الفرس، فالاعلام الذين اسسوا للعقيدة النصيرية حتى زمن محمد بن نصير المنسوبة اليه هذه الفرقة كانوا كلهم من موالي الفرس ابتداء بابي الخطاب محمد بن ابي زينب مرورا بالمفضل بن عمر الجعفي وابنه محمد الى ابن الفرات وصولا لمحمد بن نصير ثم بعد ابن نصير كان ابن جندب والجنان الجنبلاني والخصيبي وهم من الفرس، ورجال الدعوة الذين جندهم الخصيبي ويسمون بالتلاميذ كان جلهم من الفرس ومن لم يكن فارسيا كان اعجميا من الحرنانيين او اليهود والنصارى ولا يعرف من اعلام النصيريين العرب سوى شاعرهم منتجب الدين العاني القيسي ، اما الشاعر الأشهر ورجل الدين المقدس المكزون السنجاري فليس هناك ما يثبت عروبته التي ادعاها له صاحب معجم الاعلام بلا دليل من نقل بل ان المصادر النصيرية نفسها ترجع نسبه لمحمد بن رائق امير الامراء[2] وابن رائق معروف انه ليس بعربي بل من موالي الخليفة العباسي المعتضد[3]
فالحركات الباطنية بمجملها ومنها النصيرية قد اخذت جانبا مشايعا للفرس معاديا للعرب لا على مستوى الانتماء للفرس فقط من حيث هوية مؤسسيها بل على مستوى التاريخ والواقع والعقيدة واصولها وطقوسها وعباداتها
ففي العقيدة النصيرية يتم عرض التاريخ الديني على أساس ظهورات الله بذاته في خلقه بشرا كمثلهم، وهي سبعة ظهورات منذ ادم وحتى محمد كما يعتقدون، ويتم اطلاق اسم القباب[4] الفارسية على الستة الأولى وتسمى أيضا الظهورات البهمنية،  وقد دعيت باسم القباب البهمنية نسبة الى ( بهمن بن اسفنديار ) و هو احد ملوك الفرس القدامى كما يذكر صاحب الشاهنامة ، و بعض المصادر العربية تجعل بهمن هو نفسه ( قورش ) مؤسس الامبراطورية الاخمينية في القرن السادس ق.م . كما ان اسم بهمن هو من الاسماء المقدسة في الديانة الزرادشتية ( المجوسية ) حيث ورد في كتابهم المقدس ( الافستا ) فصل خاص باسم بهمن ، كما ان بهمن هو احد القوى الستة المقدسة التي تلي اله الخير المجوسي ( اهورامزدا ) ، و اليوم الثاني من كل شهر فارسي يدعى بهمن[5] وعند النصيريين فان بهمن سالف الذكر ما هو الا صورة من علي بن ابي طالب بل هو علي بن ابي طالب بنفسه ففي جزء من دعاء للمكزون السنجاري يظهر تعظيم النصيريين لبهمن وملك الاكاسرة وعروشهم يقول فيه:
"اللهم اني اسألك بالبهمنيات العلى و مقامات الاصطفاء و بالفطرة الاولى و باياتك الكبرى و بعروشك الفارسية و كراسيك الكسروية... فها نحن حُسِنا في هذا اليوم بسنتك البهمنية و تحلينا بحلتك الكسروية...يا بهمن في الاولين يا عليا في الاخرين لا اله الا انت اله العالمين يا عليا يا عظيم"[6]
ويقول اخر من المحدثين وهو الشيخ حسين احمد، مناجيا ربه:
"اسالك بالقعوب الفرانية والطبقات البهمنية واللفات العبرانية والاكاليل الفارسية[7] والمقامات السندية والاراجيح النوروزية .... وأنزلنا على مصب ماء الفرات حتى نعدوا مع العاديات... فنكفى بذبك الملمات ماء مطهر الدلالات والايات في القباب الفارسيات...[8]
وحتى عندما تحول الظهور الإلهي عن الفرس وقرر الله ان يظهر في العرب بصورة علي بن ابي طالب في القبة العربية (الظهور الذاتي السابع والأخير) بحسب عقائدهم فان تحوله من الظهور في القباب الفارسية البهمنية الى العرب لم يكن لميزة في العرب وليس تكريما لهم وانما كان بسبب سوء اعتقاد الفرس فعاقبهم بالتحول الى العرب ثم تسليط العرب عليهم من خلال شر الخلائق عمر بن الخطاب. وهو –أي الله- رغم ظهوره في العرب وتحوله عن الفرس فقد وعد الفرس ان يعود اليهم وترك فيهم من يقوم مقامه من ملوك الفرس[9]  واستتر عندهم بالنار والنور، يقول الخصيبي في هذا المعنى:
"كان ظهور المعنى و الاسم في الفرس في مقامين  و كانا اول ملوك الفرس و هما  ازدشير بن بابك و ابنه سابور ، و في ملوك الفرس حكمة جارية الى اخرهم ، شروين وخسروين و خسروا يقومون بالحكمة بمقام المعنى و الاسم و الباب ، و ان المولى خلف الحكمة في الفرس و انتقل عنهم و هو راض عنهم و وعدهم ان يعود فيهم  و اظهر فيهم الغيبة بالنار و الظهور بها ، و النور و الظهور به"[10]
 وحتى لا يعترف النصيريون بفضل للعرب في كون الظهور الأخير كان فيهم قالوا ان العرب ضيعوا الدين وحفظه الفرس وهو ما يعني ان ما عليه العرب من دين باطل والدين الحق عند الفرس في عقائدهم التي صاروا عليها التي كانت ولا زالت خليطا من التشيع والزندقة، وينسبون في ذلك حديثا لعلي بن ابي طالب يخاطب فيه العرب:
 "إنَّ الله –جلّ وعلا– أودعكم سرًا، وأظهر فيكم أمرًا، ووفقكم لقبوله، فضيعتموه، وإنَّ الفُرس حفظته"[11]
وقد ترجموا في معتقداتهم هذه الشعوبية المحابية للفرس ضد العرب من خلال مرتبة الباب حيث اعتبروا الباب انه هو اصل العلم والمعرفة ومستودعها... فجعلوا المرتبة البابية لسلمان الفارسي وأعطيت له صفة المعرفة والعلم ليجعلوا من الفرس اصل المعرفة وانه لا نجاة في الدنيا والاخرة الا من خلال اتباعهم لانه لا تصح معرفة عارف الا بالدخول من الباب (الفارسي)، فقد كان معظم الأبواب بعد سلمان الفارسي الذين تعتقد بهم النصيرية والذين ظهروا بشرا هم من الفرس وهم صور متعددة لسلمان الفارسي الذي اخذ الحرف الأول من اسمه (س) ليكون رمزا لمرتبة البابية واحد اركان ثالوث العقيدة النصيرية: ع م س.
وتظهر النظرة النصيرية المحابية للفرس والمعادية للعرب باعتبار بطل الفتوح ضد فارس وهو عمر بن الخطاب انه شيطان وشر الخلائق فيجعلون له مرتبة الضد في عقيدتهم –أي ابليس- ويسمونه ابليس الابالسة،  ويقولون ان غزوات المسلمين واسقاط حكم اخر الاكاسرة كان باطلا لان اخر الاكاسرة يزدجرد الثالث (ت 30هـ) اخر ملوك فارس لم يكن كافرا بل كان موحدا وهم يترحمون على يزدجرد الثالث ولهم روايات في ذلك ينسبونها لال البيت مثل قول جعفر الصادق: رحم الله يزدجرد انه كان موحد[12] ولا ينسون في هذا الموضوع صب اللعنات على خالد بن الوليد وسعد بن ابي وقاص قادة الفتح الإسلامي للعراق الذين يضيفون اليهم سبعة اخرين من العشرة المبشرين بالجنة ويطلقون عليهم اسم التسعة المفسدون في الارض[13]
ويتعدى الموقف النصيري الشعوبي المعادي للعرب والمحابي للفرس من النظرة الشكلية التاريخية ليصل الى لب العقيدة النصيرية نفسها التي تبنت اعتقادات وعبادات وطقوس من صلب العقائد الفارسية القديمة من الزرادشتية والمانوية من مثل تعظيم الشمس والنار والتوجه بالصلاة لهما، فالشمس كانت في بلاد فارس هي الاله ميثرا الذي جعله زرادشت في إصلاحه لعقائد المجوس دون الاله اهورامزدا وصارت النار قبلة للزرادشتين باعتبارها مظهرا لاله النور اهورامزدا... وما حدث في العقيدة النصيرية هو نقل نفس المعتقد الفارسي القديم في الشمس والنار وجعله من صلب العقيدة النصيرية بعد ان تم الباس العقائد الفارسية القديمة لباس التشيع فصارت الشمس مظهرا للاسم (النبي محمد) الذي حل مكان ميثرا في المجوسية وصار يأتي بالمرتبة الثانية بعد المعنى علي بن ابي طالب الذي اخذ مكان (اهورامزدا) والذي أصبحت النار مظهرا من مظاهره ورمزا مقدسا ومن طقوس النصيريين التي لا زال معمولا بها السجود لكلا الشمس او النار يوميا عند شروق الشمس وعند غروبها، ولهم في كتاباتهم الدينية كثير من النصوص التي تعظم النار والمجوس واله النور اهورامزدا من مثل قول المكزون السنجاري في تعظيم اهورامزدا ونار المجوس:
بُدّي الَّذي ما عَنهُ لي بُدٌّ وَيَز         داني الَّذي بِنارِهِ قَلبي اِستَعَر[14]
ويزدان الذي ينسب نفسه اليه هو نفسه اهورامزدا[15]
وقوله في المجوس ونارهم:
و اتخذ المجوس قلبي قبلة                   لما راوا للنار فيه موقدا[16]
وقال احد شيوخ النصيريين المحدثين في تعظيم النار:
واجمح بروحي نحو نار بفارس             وهربذها ما بين تلك الهرابذ[17]
وهذه الطقوس يقر شيخ النصيريين الحديث سليمان الأحمد بانها موروث فارسي مجوسي حيث يقول ما نصه:
"ما يذكره الموحدون (النصيريون) من الرموز الفارسية و المقامات البهمنية كله اشارة الى الحال القديم قبل تفرق الشرائع..."[18]
ومن مجمل أعياد النصيريين الاثني عشر هناك عيدين صريحين من أعياد الفرس يحتفلون بهما سنويا هما النيروز (21 اذار شرقي)[19] والمهرجان (16 تشرين الأول شرقي)، إضافة لعيد الميلاد (25 كانون الاول شرقي) الذي يشتركون مع المسيحيين الارثوذكس فيه والذي هو موروث من المانوية التي خلطت بين الزرادشتية والمسيحية. ويقال ان هذا العيد في اصله عيد ميلاد الاله ميثرا عند الفرس الذي جعله زرادشت في ديانته دون اهورا مزدا في المنزلة. وهو عيد اله القمر (سين) عند الحرانيين
ومن دون جميع الأديان فانه لا يمكن لاحد ان يعتنق النصيرية على طريقة اعتناق الإسلام او المسيحية ولا يقبل النصيريون بهذا باستثناء ان يكون الداخل فارسيا[20]
واخير ففي باب العقائد النصيرية فان من عقائدهم الغيبية التي يعتقدونها انه اذا قام القائم المسمى المهدي المنتظر عند عموم الشيعة فان ما سيعمل عليه هو إعادة الشريعة الحقيقية التي هي لب الأديان جميعا وهي بحسب معتقدهم ما هي الا البهمنية التي هي اديان الفرس كما ذكرنا فيما سلف حيث يقول ابن سنان الزاهري:
ان الداعي يدعو الى الأديان الأربعة، فقلت سيدي ما هي؟ فقال الى البهمنية البيضاء الزاهرة المنيرة[21]



الثلاثاء، 8 يناير 2019



الإباحية عند العلويين تاريخا وعقيدة وممارسة:

القسم الاول:

في الديانات الفارسية القديمة السابقة للاسلام فقد عرف عن بعض فرق المجوس استحلالهم لنكاح الاخوات ثم تطورت هذه البدعة عند الفرس لتصبح دينا عند اتباع مزدك في الديانة المزدكية اللاحقة للمانوية والسابقة للاسلام عندما قال مزدك بمشاعية النساء واقتفى اثره فيما بعد كثير من الفرق الباطنية بشكل صريح كالخرمية والقرامطة او بشكل مبطن كالاسماعيلية والنصيرية
مع انتشار الإسلام في بلاد فارس فان الديانات الفارسية بدأت تذوي ولكنها لم تتلاشى بل عمدت للتأقلم مع الوضع الجديد فاظهرت الإسلام تماشيا مع القوة الإسلامية السائدة وابطنت دياناتها السابقة تمارسها في السر وتظهر ما يوافق الإسلام في العلن، ولكن حالة التقية هذه والتي استمرت حتى نهايات العصر االاموي وجدت متنفسا لها بسقوط حكم بني امية ذي العصبية العربية لصالح حكم بني العباس ذي العصبية الفارسية، فكانت ان مكنت الثورة العباسية لانصارها الفرس من التمدد في المجتمع المسلم بلا حسيب او رقيب ثم ما لبث أولئك الذين كانوا ما زالوا على دين الإباء على ملة ماني ومزدك باطنا ويتسترون بالإسلام ظاهرا ان اظهروا ما كان يعتقدون به فكانت تلك الحركات الفارسية ذات الخلفية الفارسية الدينية التي ظهرت مطلع العصر العباسي وكانت في دعاويها العقائدية امتداد للمانوية والمزدكية  واشهرها تاريخيا الراوندية التي قالت بالوهية ابي جعفر المنصور، والخطابية التي اله صاحبها نفسه نيابة عن جعفر الصادق  وهنا بدأ العباسيون الأوائل يلتفتون للخطر المتمثل بهذه الحركات فتم البطش بها ابتداء عسكريا فاندثرت الحركة الراوندية مبكرا بينما الحركة الخطابية التي قمعت عسكريا في الكوفة وقتل صاحبها فان ما أصابها على يد عيسى بن موسى العباسي حوالي سنة 141هـ لم يقض عليها تماما بل تشظت الى فرق عديدة كلها يدعي الانتساب الى ابي الخطاب محمد بن ابي زينب الذي كان قد نادى بالوهية نفسه والوهية جعفر الصادق وقال باسقاط التكاليف وتأويل المحرمات الى غير حقيقتها الظاهرية المعروفة في الإسلام
كانت استباحة المحارم احدى خصائص الحركات الباطنية التي تفرعت عن الحركة الخطابية فقد اصل أبو الخطاب لاتباعه اصولا في هذا الباب شرع فيها تعاليم الإباحية الفارسية والبسها لباسا إسلاميا فهو لم يقل ان الزنا مباح لكنه قال ان الزنا ليس هو العلاقة غير الشرعية بين رجل وامرأة وانما هو اباحة اسرار الدين، وان تحريم الخمر والسرقة واللواط المقصود به اشخاص بعينهم يجب اجتنابهم وان النكاح الذي ظاهره العلاقة الجنسية المعروفة هو ليس كذلك في الحقيقة وانما حقيقته هو صلة اخيك المؤمن فاذا نكحته فقد وصلته، كذلك فالطلاق ليس في باطنه سوى اعتزال الاضداد (المخالفين دينيا) وهذا الذي ذهبت اليه الخطابية في تأويل احكام الشرع والحلال والحرام هو ما يدعى بعلم الباطن وهو أسلوب اعتمدته الحركات الباطنية لتمارس عقائدها القديمة بمصطلحات إسلامية واطلقت على اتباع هذا الأسلوب الباطني في تاويل احكام الشرع الى ما يناسب عقائدها الفارسية القديمة مصطلح اهل الايمان المأمورون بعلم الباطن، اما اهل الظاهر العاملين بظاهر النصوص بحسب مدلول االلغة والمنطق الصحيح فاطلقوا عليهم اسم اهل الجحود والانكار وان الظاهر الذي يتمسكون به من التحريم والتكاليف ما هو سوى عقوبة لهم لجهلهم[1]... فاذا وصل احد اهل الظاهر الى ما وصلوا اليه من باطن سقط عنه التكليف الواقع على اهل الظاهر.... وكان لهذه الأفكار التي شرعت الإباحية أنصارها في الدور الأول من العصر العباسي وتسللت أحيانا الى بعض علية القوم كما اتضح من خلال عمل ديوان الزندقة الذي اسسه المهدي العباسي لملاحقة الباطنيين  وفيما بعد سيؤصل اللاحقون لابي الخطاب لافكاره على قاعدة أوسع مما مر من أفكاره. وسيبقى عندهم استحلال المحارم اعتمادا على صرف معاني الاحكام الشرعية كلها الى معاني مختلفة عن تلك التي يقتضيها سياق النص واللغة العربية وفعل المسلمين. وبناء على مفهوم الباطن والظاهر عند الباطنيين وان التحريم الظاهر ليس مقصودا بذاته وانما هو كناية عن شيء اخر نستطيع ان نعلل حالة التفلت الأخلاقي عند المعاصرين من اتباع الباطنيين القدامى، وقد لا نبالغ اذا قلنا ان المعاصرين يفعلون هذا التعري تعبدا من جهة ومخالفة لاهل الظاهر حتى غدا التفلت عندهم سمة تميزهم بل ويدافعون عنها مع انها تخالف الفطرة الإنسانية...

الإباحية من ابي الخطاب الى محمد بن نصير
بعد قتل ابي الخطاب وتفرق اتباعه ظهر في تجمعاتهم تياران رئيسيان سيتابعان التطور والنمو  والاستمرار حتى الزمن الحاضر، وسيكون لافكار الظاهر والباطن دورهما في ماضي وحاضر هذه الجماعات وسيكون مفهوم الانحلال الأخلاقي والتفلت من الشرائع بتفسيرات باطنية احدى أدوات الانتشار
فالاسماعيليون اتباع ابي الخطاب من جهة تلميذه ميمون القداح كانوا السباقين في اعتماد مبدأ الإباحية كاحد أدوات الدعوة واكتساب الاتباع بل وامتحان صدق الاتباع للدعوة من خلال اباحة الفروج وتشاركها، وقد كتب معاصرو الإسماعيلية كثيرا عن اباحيتهم، وهناك كتاب مختصر جامع  لمحمد بن مالك بن ابي الفضائل اليماني (ت 470هـ) عنوانه "كشف اسرار الباطنية واخبار القرامطة وكيفية مذهبهم وبيان اعتقادهم" فقد عمد الكاتب الى الانضمام للدعوة الإسماعيلية في اليمن وتستر بالانتساب اليهم حتى طالع كتبهم وعايش عقائدهم وشاهد اباحيتهم ومشاعيتهم في شأن النساء وكيف يكون استباحة اعراض بعضهم لبعض احد علامات صدق الانتساب للدعوة التي يمتحن بها المنتسب اليهم ويعتبرون ذلك مما اباحه الشرع لاهل الباطن وغفل عنه الخلق المنكوس (اهل الظاهر)... وعدا عن ذلك فاخبار القرامطة -وهم فرقة منشقة عن الإسماعيلية- معروفة في كتب التاريخ وكتب الملل والنحل انهم اعتمدوا مبدأ مشاركة الأموال والنساء، وسبقهم في مبدئهم هذا بابك الخرمي مستلهما عقائد المزدكية الإباحية فاباح الأموال والاعراض... فكانت ثورته في شمال غرب اذربيجان منذ عهد الخليفة المأمون والتي استمرت عقودا.  
لم تكن الدعوة الإسماعيلية وما تفرع عنها من حركان باطنية كالقرامطة والدروز هي المنتج الباطني الوحيد الذي ولد عن حركة ابي الخطاب بل كان هناك تيارات باطنية أخرى حذت حذوه واستنت بسنته في باطنيته وزندقته، فكان الى جانب ميمون القداح شخصية باطنية أخرى هي المفضل بن عمر الجعفي الذي شكل خطا باطنيا اخر الى جانب اتباع ميمون القداح وتسلسل الاتباع في الانتساب اليه والى أفكاره وعقائده حتى وصل الانتساب الى محمد بن نصير النميري رأس الفرقة الباطنية النميرية التي عرفت لاحقا باسم النصيرية وحديثا باسم العلويين، ولا ينكر نصيريو القرون الوسطى والعصر الحديث حقيقة انتسابهم الى ابن نصير وصولا الى المفضل الجعفي ثم الى ابي الخطاب ويرفعون النسب بعد ابي الخطاب الى عبد الله بن سبأ
كان المفضل الجعفي رائد الفكر النصيري فيما نسبوا اليه من مؤلفات دينية كثيرة شكلت اهم مصادر العقيدة النصيرية قبل زمن ابن نصير. وفيما كتبه الجعفي او نسب اليه نجد النزعة الإباحية والتفلت من الشريعة اعتمادا على علم الباطن الذي شكل نصا فوق النص تم بموجبه اقصاء النص الأصلي واحلال ما يشتهون مكانه على قاعدة من وصل الى حقيقة التوحيد سقط عنه التكليف ومن قصر به ايمانه عن ادراك حقيقة التوحيد كانت هذه الفرائض والمحرمات الظاهرية عقوبة له عن تقصيره، يقول الجعفي:
 "ما وضعت الاصار و الاغلال الا على المقصرة. و الاغلال هي الفرائض الظاهرة لازمة لاهل الظاهر مفروض عليهم اقامتها و رفع ذلك عن المؤمنين البالغين المقريين بربوبية امير المؤمنين و التكليف هو هذه الاوامر الظاهرة  لم يكلف الله المؤمن العارف بها و باقامتها بل فرض الله عليه ان يقيمها في حضرة العامة ... لئلا يقال: الفرقة الجعفرية كفار"[2]
وحقيقة التوحيد ومنتهاه هو الإقرار بربوبية علي بن ابي طالب فمن وصل اليها اعتقادا فقد سقط عنه التكليف: "اذا عرف الرجل ربه انتهى للمطلوب ، و انما وضعت الاصفاد على المقصرين اما من بلغ هذه الدرجات و عرفها فقد رفع عنه عمل الظاهر"[3]
وحتى لا تحدث النفس صاحبها بثواب وعقاب وجنة ونار وهي المفاهيم التي تشكل رادعا لاصحاب الأديان عن اقتراف المحرمات اذا لم تمنعهم الغيرة ومكارم الاخلاق والوازع الذاتي فقد اسقط منظرو الفرق الباطنية مبدأ الثواب والعقاب المعبر عنه بالجنة والنار بعد الموت فصار اتباعهم اكثر حرية واكثر انقيادا لهم ولتحللهم، فالجنة عندهم صارت في التناسخ، والنار في التماسخ، وباطن الجنة ما هو سوى الوصول الى الإقرار بالوهية علي بن ابي طالب، وبمقدار ما ترتقي في تاليه علي يسقط عنك من التكليف كما مر في النص السابق وهو بمعنى اخر فانه بمقدار ما يتحلل احدهم بمقدار ما ترتفع درجته وزد انحلالا تزدد تقى ولا شك هو نوع من الانتكاس بالمنطق قبل الانتكاس بالاخلاق فلا يمكن بحال من الأحوال ان يكون التعري والتحلل والاباحية هي معيار رقي عند أي شعب بغض النظر عن الدين وانما الأمم بمكارم الاخلاق  
في هذه البيئة وضمن هذه الأفكار التي زرعها أبو الخطاب ونشرها معتنقون لنحلته ولد ونشأ محمد بن نصير مولى بني نمير الذي سينتسب اليه الخط الباطني بعد القرن الثالث الهجري الذي سيشكل الجماعة النصيرية المعروفة اليوم باسم العلويين. وكان ابن نصير في أفكاره وما عرف عنه عند معاصريه ترجمة واقعية مثالية للفكر الباطني، فكانت عقيدته وأقواله امتدادا لعقائد واقوال ابي الخطاب والمفضل الجعفي فنجده يكتب لاتباعه كما ينقلون عنه:
 "ان جميع ما احله الله و حرمه في الشرائع الماضية فهي اشخاص امر الله بطاعتها و معرفتها و امر بولايتها، و ان ما حرمه الله فهي اشخاص مذمومة امر باجتنابها و البراءة منها و نهى عنها و ان الله سبحانه اعز و اكرم من ان يجعل سخطه و غضبه و معصيته في اكل و شرب او شيء لا ينتفع الله به و لا يضره و ان يجعل رضاه و رحمته في سفر و جوع كبد و عطش و قتال او شيء لا يضر الله و لا ينفعه و لكن الحق سبحانه و تعالى ما اعظم شانه و اعز سلطانه عادلا في حكمه لم يجعل رضاه و رحمته الا بعلم معرفته و الاقرار بجميع ظهوراته و تعظيم اهل مراتب قدسه الذي اوجب على العالم طاعتها و معرفتها..."[4] 
وذهب ابن نصير في تصريحه ابعد من اسلافه عندما اصل بحسب العلم الباطني لمفهوم النكاح من انه ليس العلاقة الجسدية وانما شيء اخر وهو ما يبنى عليه ان مفاهيم: الزواج والزنى واللواط وكل ما يتعلق بالعلاقات الجسدية الغريزية هي معاني باطنية في اصلها غير ما تعنيه في الظاهر وبالتالي أي تحريم يقع عليها انما هو تحريم باطني على معانيها الباطنية وليس الظاهرية، وهو ما تم صياغته في الكتب الباطنية بالمعنى التالي:
ان النكاح في باطنه هو عملية جنسية رمزية يكون الناكح هو معلم العلم الباطني، والمنكوح هو المتعلم، والقاء العلم هو النكاح. ولا يكون النكاح شرعيا الا اذا كان بين اثنين: شيخ من اهل الطائفة ، ومتلقي مستحق من الطائفة
اما اذا لم يتحقق الشرط السابق فلا يسمى نكاحا وانما هو زنى، والزنى في حقيقته الباطنية بحسب تعريفهم له: كشف اسرار الدين لغير اهله او تلقي العلم الباطني من عير اهله.
لذا لو قلنا ان الزنى في حقيقته الباطنية ليس سوى كشف اسرار الدين لغير المستحق لكان الزنى الجسدي المعروف كعلاقة بين الجنسين دونه قيمة ان لم نقل انه مباح مطلقاعلى مذهب من قال من النصيريين : من عرف الباطن سقط عنه الظاهر وانما جعلت الحدود والفرائض عقوبة لاهل الظاهر فمن عرف الباطن سقط عنه حد التكليف... ومن سقط عنه حد التكليف كان مخيرا فيما يفعل. وقد صاغ ابن نصير ما مر من معان حول النكاح الشرعي والزنى، بقوله:
:النكاح عندنا الالقاء الى التلاميذ لان تلميذك هو بمثابة زوجتك فاذا القيت اليه فقد نكحته... فاذا اتى اليه غيرك يفقهه عن غير امرك فهو الزنى"[5]
ان التنظير السابق لاستحلال المحارم وجعلها مباحة التي قال بها ابن نصير مقتديا باسلافه الباطنيين قد مارسها هو نفسه واقعا عمليا اثبتته المصادر الشيعية عندما تكلمت عنه فذكرت عنه انه كان يقول باباحة المحارم و يحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في ادبارهم و يقول انه من الفاعل و المفعول به احد الشهوات و الطيبات و ان الله لم يحرم شيئا من ذلك وذكر انه راى بعض الناس محمد بن نصير عيانا و غلام له على ظهره فرأه على ذلك فقال ان هذا من اللذات و هو من التواضع لله و ترك التجبر[6]
لم يكن النصيريون بعد ابن نصير مثل الإسماعيلية، فرغم اشتراكهم مع الاسماعيليين في وحدة المنشأ وكثير من الأصول العقدية والفكرية الا انهم لم يملكوا إمكانات الاسماعيليين وفكرهم في التخطيط وطموحهم الى الحكم والسيطرة لذا لم يتوافر كثير من التاريخ عن ممارساتهم العملية على عكس الاسماعيليين الذين أتاح صعودهم السياسي مادة مكتوبة كثيرة عن تطبيقات فكرهم الباطني والاباحي، ومع ذلك لم تخل كتب التاريخ من إشارات عن الإباحية النصيرية فمن ذلك ما ذكر في وقت غير بعيد عن زمن ابن نصير المتوفي نحو سنة 260هـ، فقد شهدت بغداد في سنة 322هـ قتل الشلمغاني ابن ابي القراقر الذي كان على نحلة باطنية امتداد للنصيرية واعتبرها البعض هي النصيرية  بلافرق بينهما كما قال ابن الاثير في تاريخه وكان مما عرف عن الشلمغاني واتباعه انهم لا يتناكحون بعقد ويبيحون الفروج ويعتبرون ان اباحة الفروج هي الامتحان، ويجوز للإنسان ان يجامع من شاء من محارمه او حرم صديقه اذا كان على مذهبه. ويجب على الفاضل ان ينكح المفضول  ليولج النور فيه ومن امتنع عن ذلك قلب في الدور التالي امراة لاعتقادهم بالتناسخ
قال ابن الاثير في تاريخه عنهم: ما اشبه هذه المقالة بمقالة النصيرية ولعلها هي فان النصيريين يعتقدون في ابن الفرات ويجعلونه راسا في مذهبهم. وابن الفرات هو شيخ محمد بن نصير[7]
وفي القرن الخامس الهجري وبعد مقتل الخليفة الإسماعيلي الحاكم بامر الله مدعي الالوهية، فان اتباعه اخذوا يهربون من مصر فنشأت تجمعات لهم في الشام على مقربة من سكن العلويين حيث حدث الاحتكاك بين فئتين مختلفتين احداهما تأله علي بن ابي طالب، والأخرى تأله الحاكم الإسماعيلي فكانت هذه مناسبة للتراشق الفكري بين الطائفتين، فألف احد النصيريين رسالة في عقائد النصيريين وعباداتهم[8] مما دفع حمزة بن علي الزوزني (ت 411هـ) مؤسس مذهب الدروز، للرد عليه، فكانت ردود حمزة تدور حول الأفكار التي روج لها النصيري ومنها الإباحية التي ضمنها النصيري كتابه ومن ردود حمزة نستخرج موقف النصيرية في القرن الخامس من الإباحية، وهي تدور حول النقاط التالية:
1.      يجب على المؤمن ان لا يمنع اخاه من ماله و لا من جاهه و ان يظهر لاخيه المؤمن عياله و لا يعترض عليهم فيما يجري بينهم و الا فلا يتم ايمانه
2.      يجب على المؤمنة ان لا تمنع اخاها فرجها و ان تبذل فرجها له مباحا حيث يشاء و انه لا يتم نكاح الباطن الا بنكاح الظاهر
3.      الويل كل الويل على مؤمنة تمنع اخاها فرجها لان الفرج مثل ائمة الكفر و الاحليل اذا دخل فرج المراة دليل على الباطن و ممثوله على مكاسرة اهل الظاهر و ائمة الكفر[9]
وفي ختام هذه القسم عن الإباحية النصيرية فكرا وعقيدة ومماسة في العصور الوسطى نختم برأيي شيخ الطائفة الحسين بن حمدان الخصيبي في نكاح المحارم فيقول: ان اول من فعل هذا الفعل هو قابيل بن ادم الذي تزوج اخته. و ان من الفرس الذين تمجسوا استن بفعل قابيل في نكاحه اخته و اباح نكاح الاخوات و الامهات و البنات و ان ذلك محرم في القران بقوله تعالى { حرمت عليكم امهاتكم و بناتكم ...) الاية
لكن الخصيبي يعقب بعد ذلك و يقول:
"
فان وجدتم احدا من اهل المراتب و المقامات ( الشيوخ) اتى هذا و اظهره و ارانا ، قبلناه و لنا فيه من الحجج ما يطول شرحه"[10]
و المعنى من كلام الخصيبي: انه لو قام احد من مشايخ النصيرية و فعل فعل المجوس في نكاح المحارم فان فعله مقبول. و للخصيبي ادلة على جواز ذلك الفعل لكنه لا يذكرها في رسالته. وسنذكر لاحقا دور مشايخ النصيرية في الإباحية النصيرية في العصر الحديث
ان تعدد المصادر واختلافها زمانيا ومكانيا واختلاف أصحابها في انتماءاتهم بين شيعي وسني ودرزي واتفاقهم على القول بوجود الإباحية عند العلويين من واقع وصف افعالهم وما شاهدوه يدل على ان ما ذكر عنهم في القرون الوسطى ليس محض افتراء وانما هو حقيقة كان الاولون من النصيريين يعملون بها.


[1] النوبختي والقمي-فرق الشيعة-ص57 وما بهدها
[2] الكلازي الانطاكي-التاييد في خاص التوحيد-ص77-78. والنص الأصلي في "كتاب الهفت" للجعفي، وعنه ينقل الكلازي
[3] الهفت-ص41-42
[4] الكلازي-التاييد في خاص التوحيد-ص81-82
[5] المجالس النميرية-ص52
[6] رجال الكشي – ص 323- طبعة حجرية – مكتبة جامعة كولومبيا
 [7] ابن الاثير- الكامل-ج7- ص103 وما بعدها
[8] لا يعرف عنوانها ما هو.
[9] حمزة بن علي- رسالة الرد على الفاسق. ويمكن مراجعتها مطبوعة ضمن كتاب رسائل الحكمة-ص165-167
[10] الرستباشية – ص 46