الخطة الخمسينية للقضاء على الطائفية في سوريا :

كل من درس العقيدة النصيرية من اهل الاسلام و حتى من الاقدمين من الشيعة و علم اسرارها و حقيقة هذا الدين في العقيدة و الاركان و الحلال والحرام و الشرائع و صل الى النتيجة التي لا شك فيها و هي ان النصيرية دين خالص في الكفر و الزندقة و ان تعاليمه كلها شر ، و ليس اسوأ ما فيه هو استحلال كل المحارم التي اتفق اهل الاديان عليها مما لا يقبلها العقل قبل النقل بل اخطر ما فيه هو الغاء البشر كلهم ممن لا يدين بهذا المعتقد هذا الالغاء الذي يترجمونه فعلا في استباحة دماء و اعراض و اموال المخالفين سواء كانوا في حالة حرب او لم يكونوا مع مخالفيهم و مثال ذلك ما قاله صاحب الرسالة البغدادية ، و هو نصيري :
، و تجاهدهم قولا و فعلا(اي لغير النصيريين) ، فان اموالهم و دماءهم و اهاليهم مباحون لك و حلال لك كله ليس فيه شيء محرم عليك من جميع ما في الدار (1)
و هذا القتل و الاستباحة مباح في المخالفين حتى تقوم الساعة ، فقد سئل العالم : الى متى يكون ذلك فيهم ؟ فقال : قـال السـائل: أخبرني إلى متى يكون كذلك ؟ قال العالم: إلى رجعـة أُخرى بـالولادة. فإذا ظهر القائم ردّهم في صـورة الإنسانية، حتى يقتلهم على قدر ذنـوبهم(و) حتى يجري الأوديـة بدمائهم كما يجري الماء لكثرتهم. لعنهم الله، ولكل واحدٍ منهم ألف ميتـة جهاد وألف ذبحة. وقد يبقي عليهم بعد ذلك من العقوبـة والانتقام، فيردّوا بما بقي عليهم إلى عذاب النار. (2)
و قد يقول قائل ان هذه العقيدة استشرت و بقيت الى يومنا هذا بسبب تقصير المسلمين في دعوة النصيريين الى الدين الحق فبقوا على هذا الاعتقاد الراسخ بسبب عدم وجود من يرشدهم الى الطريق الحق و يخرجهم من هذه الضلالة الى الرشد ، و الجواب نجده في كتب التاريخ الاسلامي من التاريخ الوسيط و الحديث و المعاصر :
قال ابن العماد الاصفهاني و كذلك المقريزي و ابي الفداء و ابن كثير .. :

وفيها(سنة 717هـ) ظهر جبلي ادعى أنه المهدى بجبلة وثار معه خلق من النصيرية والجهلة وبلغوا ثلاثة آلاف فقال أنا محمد المصطفى مرة ومرة قال أنا علي وتارة قال أنا محمد بن الحسن المنتظر وزعم أن الناس كفرة وأن دين النصيرية هو الحق وأن الناصر صاحب مصر قد مات وعاثوا بالساحل واستباحوا جبلة ورفعوا أصواتهم وقالوا لا إله إلا على ولا حجاب إلا محمد ولا باب إلا سلمان ولعنوا الشيخين وخربوا المساجد وكانوا يحضرون المسلم إلى طاغيتهم ويقولون اسجد لا لهك فسار إليهم عسكر طرابلس وقتل الطاغية وجماعة وتمزقوا (3)
و يذكر ابن بطوطة في رحلته فيقول : و قام الملك الظاهر بيبرس فامر ببناء المساجد بقرى النصيرية و الزمهم بذلك ليجعل من ذلك طريقا لدعوتهم للإسلام و ردهم الى الحق ، فبنى النصيرية مساجد على اطراف العمران دون ان يدخلوها بل صارت زرائب و حظائر لدوابهم ، و ربما دخلها غريب او عابر سبيل فأذن في وقت الصلاة فيقولون له لا تنهق سنأتيك بعلفك (4)

و في ايام الدولة العثمانية حاولت الدولة اصلاحهم و ردهم الى جادة الحق اكثر من مرة لتخلص من فسادهم و افسادهم و من ذلك ما حدث ايام السلطان عبد الحميد حيث جعل على اللاذقية واليا من خاصته و المقربين اليه و هو ضيا باشا ، فقام هذا ببناء المساجد و المدارس و اشركهم في الحكم و الادارة ، فاقنع النصيريون ضيا باشا بانهم اصبحوا مسلمين يصلون و يصومون فلما ترك ضيا باشا منصبه وعاد الى استانبول خربت المدارس وحرقت الجوامع أو دُنست (5)
و في الواقع المعاصر فقد اتيح للنصيريين بعد تسلطهم على حكم سوريا ان يعيشوا مع المسلمين و يتعلموا منهم بحكم المخالطة و التقليد و لكن ذلك ايضا لم يزدهم الا كفورا و فسادا بحيث بمجرد ان نشبت الحرب معهم كان اول ما فعلوه استهداف المساجد و قتل الامنين و اغتصاب النساء و ذبح الاطفال
ان كل تلك المقدمة هو لتأكيد ان اصلاح النصيريين عن طريق الدعوة و حسن النية امر مستحيل بحكم تجارب التاريخ التي اثبتت ذلك ، فان عقيدة النصيرية عقيدة راسخة في النفوس غير قابلة للتحوير او التعديل و ان ادعوا الاسلام سابقا او لاحقا فهو من باب التقية للمحافظة على استمراريتهم حتى اذا ما اتيح لهم التسلط لاحقا عادوا الى سيرتهم الاولى في الفساد و اهلاك الحرث و النسل .
ان التعامل مع المشكلة النصيرية يجب ان لا يعتمد على حسن النوايا و مكارم الاخلاق بل هو تعامل يجب ان يبنى على اساس ايجاد حلول جذرية تمنع تكرار الماساة و تجنب الاجيال القادمة الوقوع في نفس المطب الذي وقعنا به و كل من يحيد عن هذا الدرب هو خائن لله و لبني دينه ، يتاجر بدمائنا و اعراضنا و اموالنا التي انتهكها النصيريون لينال فتات من مائدة نحن من دفع فاتورتها .
ان كل النقاط الاتية مبنية على تجارب و امثلة ممن سبقنا من الامم في التعامل مع الجماعات و الاحزاب التي شكلت خطرا على بني البشر في مرحلة من مراحل التاريخ ، و باب الاقتراح مفتوح لمن شاء لايجاد برنامج كامل متكامل لمعالجة المسألة النصيرية :
1. تجريم النصيرية و اعتبارها عقيدة معادية للإنسانية و حظرها على طريقة تعامل امريكا مع عقيدة عبادة الامبراطور (الميكادوا) في اليابان ، فبعد اختلال امريكا لليابان فرضت منعا على تلك العقيدة باعتبارها السبب وراء كل المذابح التي ارتكبها اليابانيون في شرق اسيا خلال الحرب العالمية الثانية ، و كذلك فعلت اوربا بالعقيدة النازية الهتلرية فحظرت كل الاحزاب النازية و منعتها من النشاط و جرمت الفكر النازي و لا زال الى اليوم ممنوع تشكيل الاحزاب النازية و ممنوع على أي حزب فيه بعض النازية من المشاركة في الحياة السياسية و ان حدث و تسرب أي حزب ذو توجه نازي و وصل الى السلطة فيتم اقصاؤه كما حدث في النمسا عام 2000 عندما حاربت اوربا كلها تحالف حزب الحرية النازي بقيادة هايدر مع حزب الشعب المحافظ الذي حكم النمسا لفترة وجيزة و فيما بعد قتل زعيم الحزب النازي النمساوي بحادث سيارة قد يكون مدبرا للتخلص منه
2. تجريم المحرقة النصيرية و تجريم المدافعين عنها او المبررين لها او المنكرين لها و اعتبارهم معادين للشعب السوري بنص قانوني واضح لا لبس فيه اسوة بقانون معادية السامية الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية الذي جرم كل اشكال الدفاع عن المجازر المفترضة بحق اليهود في اوربا و جعل انكار المحرقة النازية او الدفاع عنها جرما يعاقب عليه القانون
3. البطش بكل رؤوس الطائفة النصيرية من السياسيين و العسكريين و الدينيين فان اولئك هم المحرك لمن دونهم من العوام اسوة بمحاكم نورنبرغ التي طبقت حكم الاعدام بكل القادة النازيين و المشتركين في المذابح النازية بعد الحرب العالمية الثانية و ملاحقة جميع الرؤوس التي هربت او اختفت مهما طال الزمن و انزال عقوبة الاعدام بها
4. تفكيك العقيدة النصيرية و القضاء عليها قضاء تاما من خلال تجفيف منابعها الاصلية و هم طبقة المشايخ النصيريين الذين يمثلون المنبع لتلك الافكار و التجفيف يكون بقتلهم جميعا و لا كرامة ، فان العقيدة النصيرية يتم تناقلها مشافهة حيث يتلقى العوام اعتقادهم مشافهة من طبقة المشايخ اولئك اضافة الى ان طبقة المشايخ هي التي نظمت و خططت للنصيريين للوصول لحكم سوريا و قد اثبتت تجارب التاريخ ان النصيريين اذا ما كانوا مقادين من قبل شيوخهم فان سلطة الدولة تكون عليهم ضعيفة او معدومة مما يدل ان اصل الفساد في النصيريين مرجعه الى شيوخهم ابتداء
5. بحكم عقيدة الحرب الاسلامية فكل مقاتل نصيري و كل من مول و امر و شجع و دافع و ناصر هو شريك في القتل سواء كانوا رجالا او نساء ، كلهم جميعا يجب ان يقتلوا سواء كانوا في ميدان القتال او خارجه لا فرق فان عمر بن الخطاب قال في الذين قتلوا رجلا من اهل اليمن (لو تمالئ عليه اهل اليمن لقتلتهم فيه ) ، ان تطبيق القصاص العادل هذا يعني اقامة الحد على نخو نصف مليون من النصيريين و هذا بدوره سيؤدي لتقليل عددهم بنسبة جيدة
6. بالنسبة لمن بقي من النصيريين فيجب تفكيك التجمعات النصيرية السكانية سواء في مناطقهم الاصلية او في المستوطنات التي انشأوها في الوسط السني و منعهم في المستقبل من ان يكونوا متجمعين في مكان واحد من خلال بعثرتهم في كل سوريا و قطع كل اشكال التواصل قيما بينهم و مراقبتهم و ملء المناطق النصيرية في جبال اللاذقية بالعنصر السني حصرا و استعمار تلك المناطق بالسنة لقطع أي امل بالعودة النصيرية اليها
7. منع من بقي من النصيريين من الوصول الى أي منصب في ادارة الدولة مهما قل شانه و منعهم من العمل في قطاع التعليم و الصحة و العمران و الجيش ، بمعنى عدم اشراكهم في الحياة العامة مطلقا لمنعهم من استغلال وظائفهم في ما يخدم طائفتهم او فيما يسيء الى الاخرين و هو اسوة و مماثلة لما تعاملوا به مع الاخرين خلال استعمارهم لسوريا
8. سن العثمانيون سنة حميدة في تعاملهم مع اهل اوربا الشرقية منذ ايام محمد الفاتح و هي ما اسموها (ضريبة الدم) و التي اعتمادا عليها انشأوا جيشا من اقوى الجيوش في العالم ولاء للدولة و الاسلام و هو الجيش الانكشاري ، حيث دأب العثمانيون بالزام كل عائلة صربية على اعطاء احد اطفالها كل خمس سنوات للدولة ، حيث كان اولئك الاطفال يضمون الى مدارس داخلية و يتم تنشئتهم و تربيتهم تربية عسكرية دينية اسلامية فاذا ما بلغ و شب يكون قد اصبح مقاتلا لا ولاء له الا للسلطان و الاسلام ... يجب تطبيق هذا الاسلوب بحق الاطفال النصيريين
9. خفض نسبة الخصوبة او الغائها عند المرأة النصيرية و لأهل الطب طرقهم في ذلك و لأهل السياسة حيلهم المشروعة في تطبيق ذلك
ان هذه النقاط اذا ما تم العمل عليها فانه بعد خمسين سنة بالكثير سيكون الوجود النصيري عقيدة و مجتمعا هو من قصص التاريخ

كتبه رواء جمال علي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الرسالة المصرية - ص 434
2- كتاب الاسوس
3- ابن العماد - شذرات الذهب في اخبار من ذهب - ج6 - ص42
4- رحلة ابن بطوطة – ج1 – ص59
5- محمد كرد علي - خطط الشام – ج3 – ص 105-10