خواطر عن الحمدانيين الشيعة 

في اواخرالدور الاول من العصر العباسي الذي يضعون له عام 232 هـ كنهاية ؛ بنهاية خلافة المتوكل ، انتهى عصر القوة للخلافة و بدأ عصر الضعف و الانحطاط السياسي لعوامل عديدة كان منها سيطرة الاتراك الذين اعتمد عليهم المعتصم و من بعده من الخلفاء ، و نتيجة هذه السيطرة اصبح الخليفة يفقد سلطانه مع الوقت شيئا فشيئا حتى اصبح يملك و لا يحكم ، و في عام 322 هـ اصبح الخليفة رسميا لا يملك شيئا من امور الحكم ، فقد استحدث في بغداد منصب امير الامراء الذي كان بمثابة رئيس الحكومة و اسند لاحقا للبويهيين (الفرس )، كما اصبح هناك منصب حاجب الحجاب الذي حاز على السلطة العسكرية و احتكره (الاتراك) ،كان البويهيين من الشيعة فوقع منصب الخلافة تحت سلطة الشيعة ابتداء من عام 333هـ  ثم نشأ صراع بين مراكز القوى في الدولة ادى بنهاية الامر الى ضعف السلطة المركزية ، و بضعف السلطة المركزية ضعفت حالة الاطراف و بدأت تظهر الدويلات المنفصلة على الخلافة عمليا و المرتبطة بالولاء لها اسميا ، ترافق ذلك منذ بدايات القرن الرابع باكبر هجرة و اخرها للقبائل العربية من بني نمير و عقيل و قشير ... من الجزيرة العربية الى الشام و العراق لاسباب غير معروفة تماما ، و تميزت تلك القبائل بانها كانت كلها شيعية المذهب ، و مع نهاية القرن الرابع الهجري سقط العالم الاسلامي كله تحت حكم الدويلات الشيعية باستثناء الاندلس. في هذه الظروف قام بنو حمدان و هم شيعة من بني تغلب بالسيطرة على الموصل ثم حلب و حكموهما بتفويض من الخليفة ، و ظهر منهما شخصيتان هما ناصر الدولة الحمداني امير الموصل و اخوه سيف الدولة الحمداني امير حلب ابتداء من العام 333 هـ الذي عرف عن الحمدانيين في حلب هو غزواتهم لبلاد الروم ، و ظهور اسماء كالمتنبي و ابي فراس الحمداني و الفارابي في بلاطهم كدليل على النهضة العلمية.
 لم تكن حرب الثغور التي شنها الحمدانيون انطلاقا من حلب هي فكرة حمدانية بل هي تقلييد راسخ وضع قواعده الامويون و ساروا على تلك القواعد و تبعهم العباسيون في ذلك ، و باستثناء غزوات الخلفاء و القواد الكبار كمسلمة بن عبد الملك و المهدي و الرشيد و المعتصم ... فان حرب الثغور اتسمت بحملات موسمية سميت الصوائف و الشواتي تدخل الجيوش في اوقات محددة للقتال هناك ضد الروم ،و كان باستطاعة ايها كان ان يدخل مناطق الثغور و يقاتل كفرد او جماعة طلبا للجهاد او الغنائم ، و استمر هذا الحال الى ان جاء الحمدانيون فارادوا مجاراة الامويين والعباسيين طلبا للشهرة و المغنم السياسي و لاعطاء الشرعية لانفسهم فكانت غزوات سيف الدولة المتتالية التي اخذت طابع حرب العصابات اكثر منها حرب منظمة ، و في منطق الربح و الخسارة فان غزوات الحمدانيين لم تحقق اي مكسب عسكري بل انتهت باجتياح الروم لحلب اواخر ايام سيف الدولة ثم احتلالها و حرقها و لم تطل بعدها دولة الحمدانيين حيث سقطت و خرجت من التاريخ . اما فيما عرف عن اهتمام الحمدانيين بالعلم الادب فهي سمة طبعت كل الدول التي قامت في المنطقة و هي من باب الدعاية و طلب الشهرة.
 لقد تميزت الدولة الحمدانية بانها دولة شيعية وذات ولاء طائفي وان حاول الكثيرون ان ينفوا هذه الصفة عنها، يؤكد ذلك نوعية الحاشية التي احاطت بسيف الدولة والتي كان غالبها ينتمي الى الشيعة والفكر الباطني، فيذكرون ان من جلسائه وممن حاز الحظوة عنده المتنبي : و كان غاليا اسماعيليا يبحث عن موطئ قدم للدعوة الاسماعيلية من خلال ان يفوز بامارة احدى المناطق يجعلها منطلقا للدعوة الاسماعيلية. والفارابي : فيلسوف و شاعر و سكير ، كان غاليا على معتقد الاسماعيليين.
وابو فراس الحمداني : شيعي اثنا عشري مثل ابن عمه سيف الدولة. والحسين بن حمدان الخصيبي : و هو احد اعلام النصيريين و واضع الاسس التي يؤمن بها النصيريون اليوم للعقيدة النصيرية و يعتبر اهم شخصية مؤسسة للنصيرية ، عاش في بلاط سيف الدولة و ارتبط بعلاقة وثيقة به حتى ان سيف الدولة صلى عليه عندما مات و لا زال قبره في حلب ، و قد ألف الخصيبي العديد من الكتب التي اهداها لسيف الدولة و منها الهداية الكبرى و ديوان شعر ... و كلها رافضية بحتة و سب الصحابة معلوم و مشهور بها بلا تقية او مواربة.
 و من المعلوم تاريخيا ان آل حمدان هم أوّل من بني الضريح المعروف بالضريح الحيدري في النجف وزعموا أنه قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان أول من بناه منهم أبو الهيجاء عبدالله بن حمدان.
 استدعت مغامرات سيف الدولة العسكرية ، و نفقاته على الشعراء و مجالسه الكثيرمن الاموال ، فلجأ الى فرض الضرائب بشكل متكرر فكان من نتيجة ذلك ان بني تغلب ضاقوا ذرعا من ذلك فحدثت عملية ردة جماعية عن الاسلام من قبلهم ، و يذكر ان عشرة الاف منهم ارتدوا عن الاسلام الى النصرانية و لحقوا ببلاد الروم.
في باب المقارنة بين الدول الشيعية التي حكمت المنطقة في القرن الرابع الهجري ولا سيما الدولة الحمدانية والدول الشيعية التي لها شأن اليوم في المنطقة  نستطيع اسقاط تاريخ الحمدانيين على واقع حزب الله اللبناني الشيعي –كمثال- منذ نشأته و الى اليوم لنجد كثيرا من نقاط التشابه اهمها وحدة المعتقد ، و ثانيها الدعاوي الكاذبة بالممانعة و المقاومة و هي ورقة التوت ليستروا عورتهم ، فممانعة حزب الله و مقاومته في الثغور اللبنانية مثل مقاومة الحمدانيين للروم في الثغور الشامية الشمالية ،فحروب الحمدانيين مع الروم انتهت باجتياح الروم لحلب و تدميرها ، و ممانعة حزب اللات كانت سببا في تدمير لبنان اكثر من مرة اخرها عام 2005 ، حتى على صعيد الالقاب فان الحمدانيين استعملوا القابا مضافا اليها اسم الدولة مثل باقي الشيعة في ذلك العصر مثل (سيف الدولة و ناصر الدولة و عماد الدولة...) ليظهروا بمظهر المدافع و الحامي عن الخلافة الاسلامية في حين كانوا في الواقع العملي هم من حطم الدولة و فتتها و جعلها دولا من بعد وحدة قال المعز الفاطمي : كل الخلق متفقين على الجهاد و الصدقة ألا الحمدانيين ، فانهم يجاهدون ليقال عنهم شجعان ، و يتصدقون و ينفقون ليقال عنهم كرماء
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر ابن كثير عن الحمدانيين و سيف الدولة انه كان رافضيا ، و ذكر الهمداني في كتاب صفة جزيرة العرب ان الحمدانيين ليسوا عربا بل هم عجم من موالي بني تغلب

تعليقات

  1. رواء جمال علي شخصية تافهة لا تعلم عن التاريخ إلا ماخزنته من أحقاد وكره عقائدي لكل من وجده على غير ملّته، وهو أجبن وأنذل من أن يظهر إسمه الحقيقي. إن تاريخ الحمدانيين شرف كبير للعروبة والإسلام وكفاهم زراعتهم للمدارس العقلية ورفضهم للغزو الخارجي الذي كان ينتظر ضعف وسقوط دولتك العباسية على ثغورها أعلن انقضاضه عليها.

    ردحذف

إرسال تعليق