العام 1306 والنكبة مستمرة


ابتدأت النكبة العربية الكبرى على وجه الحقيقة منذ عام 132هـ بسقوط الدولة الاموية ولم تنتهي فصولوها بهذا السقوط بل تتابعت النكبات على العرب بأيدي العرب أنفسهم حتى خرجوا من التاريخ وانعزلوا جانبا ووقفوا على الهامش ولا زالت عزلتهم ووقوفهم على الهامش مستمرا.
بدأ الاسلام عربيا خالصًا في نشأته الاولى فالنبي كان عربيا وكل اصحابه كانوا عربا باستثناء افراد قليلين من الروم او الفرس، وتوسع الاسلام وامتد ووصلت إمبراطورته الى اقصى اتساعها على يد العرب فعشية سقوط الدولة الاموية عام 132هـ كان الاسلام قد وصل الى الذروة في قوته السياسية والعسكرية وكان الحكم والادارة والجيش عربيا خالصا، ولم يجد العباسيون في اسقاط الحكم الاموي ذي الطابع العربي الخالص سوى الاعتماد على الاعاجم من الموالي الفرس فجندوهم ليكونوا قواتهم وراس الحربة في اسقاط حكم بني امية ونجحوا في ذلك وقبض الفرس الثمن الذي كان اشراكهم في الحكم والادارة والجيش على حساب العرب الذين دفعوا الثمن باهضا على حساب وصول العباسيين للسلطة فقد كانت وصية إبراهيم بن محمد العباسي لابي مسلم: "إن استطعت ألا تدع بخراسان لسانا عربيا فافعل فأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله..." وعليه فعندما وصلت طلائع جيوش العباسيين الى دمشق كان عدد من قتلهم الخراساني قد وصل الى نصف مليون جلهم من العرب كما ذكر الطبري في تاريخه
وبناء على ما سبق فان النكبة العربية لم تحدث في العصر الحديث وانما بدأت عام 132هـ عشية وصول العباسيين للحكم وبطشهم بالعرب وكان ذلك أحد الاسباب البعيدة التي اقصت العرب عن مسرح السياسة وجعلتهم رعية بعد ان كانوا هم الراعي، وقد أدرك من بقي من القبائل العربية وقتها مقدار ما وقع عليهم من الجور والتهميش فقال شاعرهم
ليت جور بني امية عاد لنا == وليت عدل بني العباس في النار
ولم تجد محاولات من بقي من القبائل العربية في الجزيرة والشام في الثورة على العباسيين والعودة الى سالف عهدهم زمن بني امية اذ قمعت ثوراتهم كلها
وسارت الامور منذ بداية العصر العباسي على ما يشبه القاعدة في ان الخلفاء عرب والوزراء فرس، وان كان الخلفاء العباسيون الاوائل قد نجحوا لفترة في اقامة توازن بين العرب والفرس الا ان النزعة العرقية انتصرت في النهاية وظهرت جلية خلال نزاع الاخوين الأمين والمأمون سنة 198هـ الذي كان صداما عرقيا حاول فيه العرب الذين اصطفوا مع الامين ان يقصوا الفرس، لكن المأمون الذي ازره الفرس انتصر وكان انتصاره انتصار للفرس وهزيمة للعرب. وكان موقف العرب هذا من المأمون سببا في بغضه لهم ومن ثم ابعادهم عن أي مركز سياسي او عسكري في الدولة ولم يبق من رابط بين العرب والدولة زمن المأمون سوى ديوان العطاء. وقد نكون حركة الاعتزال التي تبناها وفرضها هي نوع من القضاء على الفهم العربي للإسلام لصالح فهم فارسي مستمد من ثقافات ما قبل الإسلام ليتخلص من المأمون من الفكر السني التقليدي والشيعي الموالي لأهل البيت
لقد تعرض العرب خلال القرن الأول من حكم بني العباس لضربتين، الأولى على يد الخرساني التي افنت اعدادا كبيرة منهم، والثانية على يد المأمون التي ابعدتهم عن أي مركز سياسي او عسكري
وعندما ورث المعتصمُ المأمون ورث مع الخلافة مشكلة التنازع العربي-الفارسي فظن انه بإقصاء كلا الطرفين واصطناع عصبية جديدة من الاتراك كانت كفيلة بحل المشكلة العربية-الفارسية ولكنه من حيث يدري او لا يدري ضرب العرب فأسقطهم من ديوان العطاء وهو الرابط الأخير الذي كان لا يزال يجمع العرب بالدولة ، ولكي يخرج المعتصم نفسه من الوسط العربي-الفارسي في بغداد ابتنى له عاصمة خاصة (سامراء) وارتحل اليها مع الاتراك واعتبارا من هذا التاريخ يمكن القول ان العرب صاروا من رعايا الدولة العباسية وما بدا انه محاولة للتخلص من النزاع العربي-الفارسي ظهر لاحقا ان ما فعله المعتصم لم يكن سوى انهاء لدور العرب وتحويل الصراع الى صراع فارسي-تركي. والمحاولة الوحيدة التي كانت من الممكن ان تصنع فارقا على وضع العرب فيما لو تمت كانت محاولة المتوكل بن المعتصم نقل العاصمة من العراق الى دمشق لكنه دفع ثمنها على يد الاتراك قتلا سنة 247هـ وابتدأ من يومها حكم العجم وصار الخليفة يملك ولا يحكم وصار يتم اختياره من قبل من له السلطة العسكرية واحيانا يتم قتله او عزله واستبداله باخر ، وعندما نشب النزاع بين المستعين والمعتز  سنة 252هـ على الخلافة وهو نزاع شبيه بنزاع الأمين والمأمون فان الاصطفاف العرقي بدا كما لو انه اتراك ضد الفرس فقد انحاز الاتراك للمعتز في سامراء، وانحاز اهل بغداد للمستعين يقودهم فارسي هو طاهر بن عبد الله حفيد طاهر بن الحسين قائد قوات المأمون في حربه مع الأمين. وكان العرب هم الغائب كمؤشر ان العرب لم يعد لهم أي أهمية في شؤون الدولة مطلقا، ولمدة قرن بعد قتل المتوكل تقاسم الفرس والترك السلطة على ما يشبه القاعدة في ان (السلطة العسكرية) للاتراك، والوزارة (السلطة السياسية) للفرس، والخلفاء أبناء الجواري الذين يختارونهم مهمتهم إعطاء الشرعية لحكم الوزير وامير الامراء بحسب ما يريدان لا بحسب ما يريد حتى عام 334هـ  حيث استفرد الفرس الديلم بشؤون الحكم كله وما ظهر من امارات عربية شيعية في بلاد الشام وشمال العراق خاصة امارة بني تغلب الحمدانيين في حلب والموصل لم تكن سوى امارات شخصية محمولة، تظهر وتنحسر تبعا للظروف، واعتمد وجودها على موافقة الديلم في بغداد مقابل اتاوات يقدمها الحمدانيون لهم، وانحصر تفكير القائمين عليها في السيطرة على الأرض بغية الحصول على المال لتمويل مشاريهم الشخصية ودفع المستحقات للديلم وكانت سياسة القائمين عليها اقرب للصوصية منها الى إدارة  دولة
وهكذا تعاقب على إدارة الدولة باسم الخليفة بعد العرب: الفرس والأتراك والبويهيون الديلم ثم السلاجقة الترك ، وجاء الغزو المغولي ليسقط كل الدول الإسلامية (الفارسية) في مشرق الخلافة وسقطت بغداد وانتهت خلافة بني العباس فيها وانتقل الثقل السياسي الى بلاد الشام ومصر ولم يكن للعرب سكان البلاد أي دور بل تعاقب على إدارة المنطقة الدول ذات العصبية الاعجمية، فمن قبل هولاكو واجتياحه كان السلاجقة بحكم الفتح قد اقتسموا بلاد الشام فيما بينهم وصارت لهم امارات حتى وحدها عماد الدين زنكي وابنه نور الدين وضم اليها مصر ليحكم البلدين من قبل الزنكيين التركمان، ثم ورث صلاح الدين مملكة الزنكيين واقام عليها مملكته وقسمها بين أبنائه واخوته ليحكم البلدين من خلال الاسرة الايوبية الكردية، وجاء مماليك الايوبيين لينقلبوا على اسيادهم وينشئوا حكمهم المديد حيث حكمت المنطقة من قبل الترك والشركس حتى جاء الغزو العثماني انطلاقا من الاناضول لينهي حكم المماليك ويتبع البلاد الى الإدارة العثمانية التركية حيث تناوب  الولاة الاتراك طوال أربعة قرون على حكم المنطقة لاسيما بلاد الشام التي  تعاقب على حكمها الأقليات غير العربية بعد العثمانيين حتى مرحلة سيطرة الأقليات غير السنية وكأن الامر كان معد له لابقاء العرب السنة على الهامش حتى اليوم


تعليقات

  1. هل الأمر معد أو مخطط من مجموعات مجهولة أو القدر أو مشيءة الله . سؤالي من هم العرب هل هم بني قريش أو الجزيرة العربية او العراق والشام و شمال افريقيا هل الصوماليين عرب هل الكلدانيين والفينيقين والكنعانيين عرب هل الموارنة والعلويين عرب من هم العرب هل الذين يتكلمون اللغة العربية (وهي لسان قريش والقران) هم العرب لكن سكان الجزيرة العربية واليمن والشام والعراق يتكلمون لغات سامية أخرى مختلفة قبل الاسلام هل صوماليين وبربر عرب ويتكلمون اللغة العربية هل طليطلة مدينة عربية وهي كانت تتكلم العربي بالنهاية لايوجد أمة عربية هذه خدعة قومية انتشرت في الغرب ودمرت المسيحية وقسمت أوروبا لعشرات الدول والحروب كما و دمرت القومية التركية والعربية الخلافة العثمانية (لورنس و اتاتورك) ومالحقه من هزاءم اقتصادية وعسكرية و دمار تحت سلطة القوميين العرب حتى الآن .لولا الاسلام لما كان أهل الشام أو مصر يستعملون اللغة العربيةبل الآرامية والهيروغلفية والقبطية الأصل ليس اللغة العربية بل الكتاب الذي بسببه تعلم الناس اللغة العربية وأصبح المسلمون يكتبون بالحرف العربي بسبب صعوبة بعض الشعوب بتعلم العربية بسبب عدم تواجد مدارس كافية لتعليم ملايين الأتراك أو الفرس .يوجد أمة مسلمة تستوعب كل الاعراق والشعوب و تدمر القومية والقبلية والعصبية أو العكس صحيح فتضعف القومية والقبلية الاسلام والدين منذ الأمويين و ينقسم الشرق الأوسط لدول عديدة ثم إلى دول اصغر قبلية و مذهبية .لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى. النقطة الأخرى هي أن الشعوب تتبع المنتصر والقوي (القوي يأكل الضعيف) الفرس بالسيف هزموا العرب والأتراك والمماليك هزموا الفرس و صدوا المغول والصليبين لكنهم خسروا أمام بريطانيا وفرنسا فعندما انصرف العرب عن الدفاع عن أنفسهم فاعتمدوا على الأتراك والمماليك للدفاع عنهم هي علاقة وظائفية فالعلويين يحكمون بدل المماليك والأتراك فعندما لا تقاتل بالسيف و تنشغل بالامور الحياتية اليومية وتهرب من القتال ستصبح فريسة سهلة (المغول أو صليبين اووو )وعندها ستحتاج لمن يدافع عنك مقابل أن يحكمك ويعيش عالة عليك


    بسم الله الرحمن الرحيم
    . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
    العرب السنة تركوا الجهاد للأتراك والمماليك لالف سنة ثم الأن يتركون فلسطين لينشغلوا بحياتهم اليومية تجارتهم عملهم دراستهم.... فاستغل الشيعة غياب الأتراك عن حماية العرب فرفعوا راية قتال اسرائيل و الدفاع عن الفلسطينين . العرب من ترك القتال والجهاد . المغول ذبحوا ثلثي العرب وانقذ المماليك الثلث الاخير .من تسميهم العرب السنة ينتظرون من يذبحهم أو يهجرهم لاوربا أو ان يغرقوا في البحار
    قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ

    ردحذف

إرسال تعليق