اكرم الحوراني (1911-1996):
واحد من الشخصيات المريبة بل الاكثرها ريبة في تاريخ سوريا الحديث وقد يكون احد اهم الشخصيات المسؤولة عما آل اليه الحكم بعد الاستقلال وحتى مطلع الستينات من القرن الماضي ، وهو المسؤول بشكل مباشر عن تسييس الجيش واقحامه بالسياسة ، وهو مسؤول بشكل مباشر عن تجنيد الاقليات بالجيش التي سرقت الحكم بعد اشتداد عودها وجعلته طائفيا بحيث وصل الى ما وصل اليه الان

ولد اكرم رشيد محي الدين الحوراني عام 1911 في مدينة حماة  بدء بالظهور الفعال على مسرح السياسة السورية عام 1943 عندما انتخب كنائب عن مدينة حماة وكان اصغر نائب يدخل مجلس لنواب
كان ذو طموح سياسي كبير لكن التركيبة الاجتماعية والسياسية في سوريا ان ذاك لم تكن لتسمح لمثله بأن يكون في موضع صنع القرار فقد كانت دمشق تدين بالولاء لشكري القوتلي وحمص لآل الاتاسي وحماة لآل البرازي وحلب لرشدي الكيخيا، لذا عمل على مسارين الاول انشاء قاعدة اجتماعية حيث وجد بين العلويين مناخا مناسبا لذلك فجندهم لصالحه مستغلا فقرهم وجهلهم وكونهم اقلية على عداء تاريخي مع الغالبية السنية، وعلى الصعيد المسار الثاني انشأ اتصالات مع ضباط الجيش وافراده  مثل عدنان المالكي واديب الشيشكلي، وقد نجحت هذه الخطة لحد بعيد فاستغل نكبة عام 1948 وحالة النقمة الشعبية على الحكومة لتقصيرها في الحرب مع اليهود فقام  بالتأمر مع قائد الجيش يومها حسني الزعيم بالانقلاب العسكري الاول في تاريخ سوريا وبدعم ورضا كل من فرنسا وامريكا ،
طمع الحوراني من خلال هذا الانقلاب ان يكون في موضع صنع القرار لكن حسني الزعيم ادار له ظهر المجن ولم يسند له أي منصب ، فعمل على الاتصال بصديق الزعيم سامي الحناوي للتدبير للاطاحة بحسني الزعيم  عام 1949 وتم له ذلك وبأمر منه تم تصفية حسني الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي بشكل دموي
اسند الحناوي للحوراني بعد الانقلاب منصب وزارة الزراعة فقام بما سماه اصلاحا زراعيا حيث سلبت مساحات واسعة من الاراضي من ملاكها خاصة في مناطق الغاب والساحل واعطيت للعلويين انصاره الذين كان يمني النفس ان يحكم سوريا من خلالهم، وفي المرحلة التالية أعفي من وزارة الزراعة واسندت له وزارة الدفاع فقام بارسال البعثات العسكرية التي اختار لها من انصاره مؤيديه كما انشئ جهاز المخابرات العسكرية لاحكام السيطرة على الجيش
وبعد ان انجز الحوراني هذه المهمات استقال من الوزارة وأنشأ عام 1950 الحزب العربي الاشتراكي الذ ي جعله تنظيما لاتباعه ، وخلال حكم الحناوي صعد نجم اديب الشيشكلي الذي ينتمي للمدينة التي ينتمي لها الحوراني فاراد الحوراني ان يحدث انقلابا اخر على حكم الحناوي وياتي بالشيشكلي ظانا منه ان الشيشكلي اطوع له من الحناوي فحدث انقلاب الشيشكلي عام 1952 ، لكن الشيشكلي ما كان ليرضى ان يشرك احدا بالحكم فضيق على الحوراني وعلى كل من عارضه مما اضطر الحوراني وكل من ميشيل عفلق وصلاح جديد مؤسسا حزب البعث للهرب من سوريا وقام الثلاثة في الخارج بدمج كلا الحزبين في حزب واحد هو حزب البعث العربي الاشتراكي
بعد المظاهرات وتحرك الجيش  الذي اطاح بالشيشكلي 1954 عاد الحوراني ورفيقيه الى سوريا ، وخلال الفترة بين 1954-1958 تصاعد الصراع بين السيساسيين في الداخل والذي كان الجيش جزءا منه فاخذ الكتير منهم يفكر بالوحدة مع مصر للخروج من حالة الفوضى هذه وكان الحوراني من مؤيدي الوحدة في العلن ولكنه كان لا يتمناها في السر لعلمه ان عبد الناصر سيحول بينه وبين ما يشتهي  ، فلما حدثت الوحدة 1958عين الحوراني نائبا للرئيس ولكنه لم يكن على وفاق في يوم مع عبد الناصر فاستقال من منصبه عام 1959 ثم هرب الى لبنان يحرض على عبد الناصر وعلى الوحدة
انتهى امر الوحدة عام 1961 وعاد الحوراني الى سوريا ،وفي المؤتمر الذي عقده حزب البعث بعد الانفصال أُعلن فصل الحوراني من الحزب.  وفي عام 1963 حمل انقلاب عسكري نفذته اللجنة العسكرية التي ضمت الاقليات الدينية في سوريا (العلويون-الاسماعيليون-الدروز)التي كان الحوراني قد زرعها في الجيش –حملت  البعث الى السلطة و كان من اوائل اعمال هذا الانقلاب  تجريد الحوراني من حقوقه المدنية ثم سجنه لفترة غادر بعدها سوريا شريدا في اكثر من دوله حتى استقر اخيرا في الاردن  ،اصيب بالسرطان ثم لفظ انفاسه عام 1996 في عمان

في عام 1966 هرب صاحبا الحوراني عفلق و البيطار من سوريا ، التجأ عفلق للعراق تحت حماية صدام حسين وعاش ومات هناك ، اما صلاح البيطار فرحل الى باريس حيث شن حربا كلامية ضد النظام الطائفي في سوريا ، استدعاه حافظ الاسد عام 1981 لسوريا واجتمع به لاكثر من 6 ساعات خرج بعدها عائدا الى باريس حيث قامت مخابرات الاسد بتصفيته هناك 

تعليقات