احجار الشطرنج

احجار الشطرنج :
ان الدارسخ لتاريخ الحركة الطائفيةفي سوريا يجد نقاط تشابه قوية مع الحركة الصهيونية ،غير ان الحركة الطائفية السورية كان لها مشروعها في السيطرة على سوريا ثم تحولت بعد احكام هذه السيطرة بانقلاب حافظ المشؤوم الى حركة طائفية على مستوى المنطقة تهدف الى ايجاد مناطق نفوذ في الدول المجاورة من خلال شخصيات و جماعات تتلاقى معها في الخلفية الطائفية بحيث تصبح اللعبة السياسية في المنطقة شبيهه برقعة الشطرنج يكون فيها هذا النظام في موقع الملك و باقي التجمعات و الشخصيات المرتبطة به كأحجار الشطرنج المتوزعة على الرقعة و التي يحمي بعضها بعضا و تحمي جميعها الملك من السقوط
بعد ان احكم حافظ السيطرة على حكم سوريا و في الوقت الذي كان يوطد فيه حكمه في الداخل بدأ بعمليه ايجاد موطئ قدم له في لبنان و بحسب الخاتمه نعلم انه اطاح بكل الحركات السياسية و الدينية الموجودة في لبنان و اوجد فوضى منظمة و تحت ادارته من خلال الحرب الاهلية اللبنانية التي كان هو محركها لايجاد فراغ يسمح له بدخول قواته الى لبنان منذ عام 1976،و في لبنان كان قد وصل اليه منذ الستينات رجل ايراني موفدا من الشاة لايجاد موطيء قدم لايران في لبنان عن طريق استنهاض الشيعة هناك ،هذا الشخص هو موسى الصدر الذي اعطي و بشكل استثنائي الجنسية اللبنانية و بدأ مشروعه في النهوض بشيعة لبنان و جعلهم قوة فاعلة في الساحة اللبنانية و نال الدعم من حافظ و من ياسر عرفات الذي قامت منظمته بتدريب العناصر الشيعية التي ستشكل عماد حركة امل بقيادة اللص و رئيس العصابة نبيه بري ،و في هذه الاثناء حدثت الثورة التي اطاحت بالشاة و جاءت بالخميني و الملالي لحكم ايران العلمانية و التي اصبحت دولة دينية شيعية بامتياز و كان حافظ اول من اعترف بها و ارسل عبد الحليم خدام للتهنئة بهذا الحدث ،وفي الوقت الذي كانت قد تأسست حركة امل و نجح موسى الصدر بانشاء المجلس الشيعي الاعلى في لبنان و نجح الخميني باحكام قبضته على حكم ايران قام موسى الصدر بزيارته الشهيرة الى ليبيا بتذكرة ذهاب دون اياب ،و كانت التكهنات ان القذافي قتل الصدر بتعليمات من حافظ و الخميني و كما يقول صاحب كتاب حقيقة المقاومة فان موسى الصدر شكل نمطا من الوجود الشيعي غير المناسب لتطلعات الطائفيين الخميني و حافظ فهو من جهة كان يمثل الشاه في لبنان و من جهة اخرى كان تحركه سياسيا اكثر مما هو ديني فهو نجح ببعث القوة الشيعية و لكن القوة السياسية الشيعيةالفاعلة في الساحة اللبنانية و هي حركة امل كانت شيعية بكوادرها و لكنها ذات توجه علماني فكان لا بد من التخلص من هذا النهج لصالح نهجا اكثر راديكاليتا و ارتباطا بولاية الفقيه التي لم يكن الصدر يؤمن بها على ما يبدو فتم التخلص منه لافساح المجال لشخصيات مناسبة مرتبطة بولاية الفقيه ،و تبع هذا التخلص منه انشقاق عدد من قيادات و كوادر امل و هم الذين اسسوا حزب الله تحت راية ولاية الفقيه و اصبح هناك قوتان شيعيتان في لبنان و كان البعد الطائفي لسياسة حافظ يظهر كلما تصارعت امل مع اي فصيل على الساحة اللبنانية من خلال الدعم لها و عندما اصطدمت بحزب الله تم دعم حزب الله ليحقق نصرا عليها دون ان يقضي عليها و لكن ليحدد اولوية الصوت الشيعي في لبنان، والذي حدث في نهاية الحرب اللبنانية الاهلية انه تم تصفية جميع القوى الفاعلة في الساحة اللبنانية و خرجت الحركات الشيعية (امل و حزب الله) فقط منتصرة و تحددت هوية لبنان بحسب من يملك القوة لصالح الشيعة و تحت ستار المقاومة ،و تشكلت احدى احجار الشطرنج التي تدين بوجودها و قوتها و حمايتها لحافظ و ايران ،و تعتبر بالنسبة لنظام سوريا احدى نقاط الدفاع عن وجوده لان وجودها من وجوده...

تعليقات