عقيدة وحدة الأديان عند الصوفية... محمد حبش نموذجا

عقيدة وحدة الأديان عند الصوفية... محمد حبش نموذجا
وحدة الاديان هو مصطلح حديث تم اعتماده لتسمية تلك العقيدة التي تشكل احد اركان التصوف، وهو في معناه يعني ان كل الاديان صحيحة ومقبولة
يقول المستشرق نيكلسون: ان من لوازم قول الصوفية بوحدة الوجود قولهم بصحة جميع العقائد الدينية ايًا كانت وان جميع الاديان متساوية وليس الاسلام بافضل من الوثنية
وقد ذكرنا سابقا معنى وحدة الوجود ونعيد التعريف بها اختصار: يقول أصحاب التصوف ان لا حقيقة في الوجود الا الله وكل ما هو موجود هو مظهر من مظاهر الله ولو صح وجود شيئا مع الله لكان ندا لله. وبالتالي فان كل ما هو موجود هو فيض عن ذات الله ، فانا وانت وهو مظاهر لله وابليس وفرعون وهامان مظاهر من مظاهر الله... وعلى هذا تكون وحدة الأديان لازم لا ينفك عن وحدة الوجود فمن اعتقد بوحدة الوجود واجب عليه ان يعتقد بوحدة الاديان
ان الاديان بحسب الصوفي هي طرق متعددة هدفها واحد وهو الوصول الى الله وما دام الهدف مشتركا لجميع الاديان فلا مفاضلة بينها فالايمان والكفر لا خلاف جوهري بينهما وانما هو اختلاف في الظاهر فكليهما يسعى نحو عبادة اله واحد. فاذا كانت وحدة الوجود تقضي ان كل ما في الوجود هو مظهر من الله فان من عبد حجرا عبد مظهرا من مظاهر الله ومن عبد البقرة عبد ايضا مظهرا من مظاهر الله ومن عبد الشمس فقد رأى الله شمسا... والعارف الحق لا يقيد نفسه باي دين ويحكم بخطأ ما سواه وقد قال ابن عربي ابياتا وبعضهم نسبها للحلاج في هذا المعنى:
عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
وبحسب ما قاله عبد الكريم الجيلي (الجيلاني) فان دعوى النصارى في تأليه عيسى ليست باطلا بل هي عبادة وخطأ النصارى هو انهم حصروا الالوهية في عيسى فقالوا: عيسى هو الله فضيقوا واسعا، ولو انهم قالوا : الله هو عيسى ما كانوا اخطأوا وكان تقبل منهم
فاذا اتضح المعنى من عقيدة وحدة الوجود والأديان ننتقل الى امثلة عملية من الواقع دأب محمد حبش تلميذ كفتارو وصهره على الترويج لها ونشرها خلال اليومين الماضيين ويريد ان يجعل من عباد البقر والحجر والشجر من الهندوس والبوذيين واهل الكتاب والمسلمين كلهم في بوتقة واحدة لا فرق بينهم. فهو عندما يقول لك: لله طرائق بعدد انفاس الخلائق فهو يترجم عقيدة وحدة الأديان والوجود التي ترى ان أي عبادة يتخذها الفرد هي عبادة لله لانه لا موجود الا الله فان سجدت للبقرة او للكمبيوتر او لمومس فما انت الا ساجد في الحقيقة لله. وعندما يكلمك عن الجنة التي تتسع كل الخلائق فلا تظن انها الجنة التي اعرفها انا وانت بل هي عالم الصفا وهو ان يعود الفرع الى الأصل والفرع هو الخلائق والاصل هو الله الذي فاضوا عنه، فبحسب عقيدة وحدة الوجود فان من هو باسفل الفيض يجب ان يجاهد للوصول الى أعلاه (المنبع = الله) فاذا وصل يكون قد حقق الخلاص وهذا هو في الحقيقة الجنة، والمجاهدة ليست محصورة بطريقة او دين بل هي أسلوب ينتهجه كل فرد بحسب ما يراه لذا تتعدد الطرائق بعدد الخلائق وكلها صحيحة ما دامت تسعى للوصول الى الله ولا شيء في الباطن غير الله يسعى اليه الخلائق وان بدا في الظاهر انهم يقصدون غير الله.
ان كل هرطقات محمد حبش ومن ورائه عمائم الدجل من المروجين لعقيدة وحدة الأديان ينسف اعتقادهم اية واحدة صريحة من كتاب الله، وهو قول الله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين} وكل من قال بهذه العقيدة اتقادا بصحتها هو كافر ولا كرامة. ومن العجيب ان الصوفية لهم قاعدة تقول: من قال لشيخه: لا. ما افلح. وهم يقولون لله من خلال اعتقادهم بوحدة الأديان: لا في نص من القران صريح واضح لا لبس فيه.
لقد قلتها فيما مضى واعيدها اليوم: محمد حبش زنديق كافر. قال ابن تيمية:
وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ : فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )اهـ مجموع الفتاوى ( 2/480 )



تعليقات