مبدأ الثنوية والاسم الأعظم عند الصوفية والنصيرية

مبدأ الثنوية والاسم الأعظم عند الصوفية والنصيرية:
ان الزنادقة الأوائل في التاريخ الإسلامي الذين اسسوا للفرق الباطنية هم اول من استخدم مصطلح (الاسم الأعظم) وتذكر كتب الفرق والملل ان بيان بن سمعان التميمي الذي عاش أواخر القرن الأول الهجري وبدايات القرن الثاني وتنسب اليه الفرقة البيانية الباطنية كان يقول: انه يدعو كوكب الزهرة فتجيبه وانه يحيي الموتى ... وانه يفعل ذلك بالاسم الأعظم.
يعرف الصوفية الاسم كما يقول الجيلي في الانسان الكامل بالتالي: الاسم ما يُعَين المسمى في الفهم ويصوره في الخيال ويحضره في الوهم ويدبره في الفكر ويحفظه في الذكر ويصوره في العقل
وهو ما يعني عندهم ان هناك فرق بين الاسم كلفظ وبين معناه فهما شيئان مختلفان لذلك قالوا: ان الاسم غير المُسمى.
ان الاسم الأعظم عند الصوفية وعند الفرقة النصيرية هو (الله)، يقول ابن عربي:
"ومعلوم عند الخاص والعام ان ثم اسما عاما يسمى: الاسم الاعظم. وهو في اية الكرسي واول سورة ال عمران"
ولكن هذا الاسم في عقائدهم ليس هو مايعتقده المسلمون من انه هو ذات الله، بل يقولون: ان الاسم غير المسمى. فاسم الله ليس هو ذات الله بل هما شيئان: الاسم (الله) له وجوده الخاص المستقل القائم بتفسه، والذات الإلهية لها وجودها الخاص. ولكن وجد الاسم (الله) كدلالة على المسمى (الذات) التي هي بمعتقداتهم لا تسمى باسم ولا توصف بوصف من حيث حقيقتها لانها ممتنعة عن النعوت والاسماء والصفات، وهذا ما يؤدي بالنتيجة الى مبدأ الثنوية حيث يقوم الكون على ثنائية الاله الأول (الذات الإلهية) والاله الثاني (الله)
يرى الصوفية ان الاسم الأعظم (الله) هو الحقيقة المحمدية التي جاءت نورا من نور الذات الإلهية وعنها ظهر كل ما هو موجود وقد تمثل الاسم الأعظم بشرا في صور الأنبياء المعروفين واخرهم وسيدهم محمد. يقول ابن عطاء السكندري:
وقال لي رب الأرباب : الإسم الأعظم سر الحقيقة المحمدية : وهو سر قلبك ، وقطب وجودك
وبشكل لا يدع مجالا للشك حول حقيقة ان (الله) هو الاسم الاعظم، وان محمدا هو القائم بهذا الاسم، يقول ابن عربي: "... وصلى الله على الاسم الاعظم، والرداء المعلم، والممد للهمم، بالقيل الاقوم محمد الذي فتح به الكتاب وختم"
وقال الكتاني (من شيوخ الصوفية):
" فقد تخلق صلى اللـه عليه وسلم بالأسماء الإلـهية الذاتية ومن جملة الأسماء اسم الـهوية (الله) فتخلق به صلى اللـه عليه وسلم ومن يوم انبسطت عليه أشعة مقتضى هذا الاسم وهو صلى اللـه عليه وسلم مجهول عند جميع العوالم فلم يدرك لـه قرار ولا حد و لا مطلع"
ولا يختلف الصوفية جميعا حول هذه الحقيقة من ان الاسم الاعظم هو (الله) وان الحقيقة المحمدية (محمد) هو هذا الاسم. واسم الله الذي هو الحقيقة المحمدية هو امام الاسماء الحسنى كلها، فاسماء الرحمن والرحيم والمنعم والكريم... هي تبعا للاسم الاعظم. اما الذات الالهية فلا يقع عليها اسم من هذه الاسماء وتتنزه عن هذه الاسماء كما يعلن ذلك ابو يزيد البسطامي بقوله:
" توبة الناس من ذنوبهم وتوبتي من قولي: لا اله الا الله، اني أقول بالألة والحروف والحق خارج عن الحروف والالة"
يستخدم النصيريون مصطلح (الاسم) الذي هو ثاني الثلاثة في اللاهوت النصيري بنفس المعنى الذي يستخدم الصوفية مصطلح الاسم الاعظم ولا يختلف معنى (الاسم) النصيري عن (الاسم الأعظم) الصوفي في شيء، فهو هو في معناه ومبناه، فهو الله وهو واقع على محمد الذي هو الحجاب للذات الإلهية. يقول احمد حيدر (نصيري حيدري):
" لفظة الجلالة (الله) دلت على الله الحق الاول، وهي غيره... فلفظة الجلالة (الله) تكتب ويشار بها اليه تعالى، والله اعلى من هذا الاسم المقيد بهذه الحروف، غير ان هذا الاسم فيه معنى الالوهية ... فهو الاسم الجامع وامام ائمة الاسماء... وهو النبي صلى الله عليه وسلم... وليس من اسم لله سبحانه الا وهو ظل لهذا الاسم:
ويقول الكلازي الانطاكي (شيخ النصيريين الكلازيين) عن الاسم:
سماه الله و الاسم و المكان و الحجاب للذات ... و ان جميع الاسماء و النعوت و الصفات الواقعة على الازل جعلها له و انحله اياها و حباه بها مثل سميع بصير عليم خبير قادر قاهر اول اخر باطن ظاهر.... و ما شاكل ذلك من الاسماء التي يشار بها الى المعنى فهو موقعها ( الاسم )
عندما تحد الصوفية يقيمون حلقات الذكر في الصلاة على النبي، وعندما تراهم وتسمعهم يستغبثون بمحمد وعندما تجدهم ينسبون الى محمد صلى الله عليه وسلم ما لا يجوز نسبته الا لله ويعظمونه ويقدسونه الى حد العبادة فانهم عندما يفعلون ذلك لا يفعلونه على سبيل الجهل وقله العلم بل يفعلونه عن عقيدة –خاصة كبارهم وشيوخهم- فما دام في معتقدهم الباطني ان محمد منه جاء الخلق والوجود وعليه يقع لفظ الجلالة (الله) وهو الاسماء الحسنى فهو اهل لان يدعى ويعبد ويُتَوسل به ... وهذا الكفر والشرك يفعله الاتباع تقليدا وجهلا ويفعله الكبار عن عقيدة ودين....
هذا دين كفتارو والحسون الجفري واليعقوبي والنابلسي وكل من انتسب اليهم وهم لا يختلفون عن إخوانهم العلويين في هذه العقيدة في شيء ابدا... يتبـــــــــــــــــع
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر:
المعجم الصوفي-
ابن عربي- فصوص الحكم- ج2
ابن عربي-مراة العارفين في ملتمس دين العارفين
مدونة الاسرار المحمدية- http://mohammadiy.blogspot.com/2013/09/blog-post_8936.html
البسطامي- المجموعة الكاملة-
احمد حيدر-التكوين والتجلي-
الكلازي الانطاكي-التأييد في خاص التوحيد

تعليقات