العرب في سوريا

العرب في سوريا:

ينحدر العرب الناطقين باللغة العربية الفصحى الذين يقطنون الشام من ثلاث هجرات متتابعة لعرب الجزيرة العربية الذين هاجروا الى الشام على فترات متقطعة
كانت أولى هذه الهجرات لتنوخ وقضاعة وسليح والأزذ (الغساسنة) منذ القرن الثالث الميلادي. فانتشرت تنوخ شمال بلاد الشام في حين انتشرت قضاعة وسليح في الجنوب قبل ان تهاجر قبائل الأزد من اليمن بعد حادثة انهيار سد مأرب فحل الأزد في الجنوب ونافسوا قضاعة وسليح واسسوا دولة الغساسنة التي استمرت حتى الفتح الإسلامي. ومعظم القبائل التي سكنت الشام قبل الفتح الإسلامي كانت يمانية من قحطان. 
الهجرة الثانية للقبائل العربية الى الشام والتي كان لها أعمق الأثر على التركيبة السكانية حتى اليوم هي الهجرة التي حدثت خلال الفتح الإسلامي والتي انهت الوجود الروماني في بلاد الشام ونشرت الدين الإسلامي واللغة العربية بلهجتها الحميرية (الجنوبية) فقد كانت غالب القبائل التي حلت في الشام بعد الفتح هي من قبائل اليمن من كلب وحمير ولخم وجذام والأزذ... وعلى هذا العنصر من القبائل اليمانية قامت الدولة الاموية.
الهجرة الثالثة للقبائل العربية الى بلاد الشام هي هجرة القبائل العربية الشيعية من نجد في القرن الرابع الهجري وكانت كل هذه القبائل من القبائل القيسية العدنانية مثل هلال وسليم وكلاب ونمير وعمير ... والتي نتج عنها سيادة اللغة العربية الشمالية وانتشار التشيع في بلاد الشام في ذلك العصر وتفتيت بلاد الشام الى ممالك عديدة شيعية المعتقد كالدولة الحمدانية والمرداسية والعقيلية والقرامطة والفاطميين... قبيل اجتياح السلاجقة التركمان للمنطقة. 
وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادي حدثت هجرات محدودة لبدو نجد باتجاه شرق الشام (الرقة- دير الزور- الحسكة) نتج عنها توطن بعض القبائل النجدية مثل شمر وعنزة في تلك المناطق
والى جانب ما يمكن ان نعتبرهم عربا اصليين يعودون بأصولهم الى المهاجرين من الجزيرة العربية فان الناطقين باللغة الآرامية فيما قبل الفتح الإسلامي وبعده مضافا إليهم الكثير من الأعراق الأخرى التي استوطنت الشام قد استعربوا مع الزمن وصاروا بحكم اللسان العربي عربا دون ان يكون هناك قاعدة يمكن ان تميز العربي الأصلي عن المستعرب، ويشكل هؤلاء كلهم مجتمعين عرب سوريا الذين نسبتهم مقارنة بعدد السكان الكلي 90 % بحسب تقرير لوزارة الخارجية الامريكية عام 2009، لكن هذه النسبة تشمل الاكراد والاشوريين وبعض الأرمن وغيرهم من الأقليات التي أعطيت الجنسية السورية وتم اعتبارهم عربا وهم ليسوا كذلك من الناحية العرقية، فتكون نسبة العرب باستثناء هؤلاء هي بحدود 85% ، أي ما يساوي 20 مليون تقريبا يشكل المسلمون السنة غالبيتهم، ثم يأتي بعدهم العلويون ثم المسيحيون ثم الدروز ثم الاسماعيليون، وفق النسب التالية:
العرب السنة: تجعل دراسة تعود لعام 2003 نسبتهم 70% من مجموع العرب وهي نسبة مقاربة لما جاء في تقرير وزارة الخارجية الامريكية عام 2009 لكن من خلال النسب شبه المتعارف عليها للطوائف الأخرى فان العرب السنة تصل نسبتهم الى 80%، بتعداد قدره 16 مليون، 
العرب العلويون: ويشكلون ما نسبته بين 8-9% من نسبة العرب بتعداد اقل من 2 مليون نسمة . في حين ان وزارة الخارجية الامريكية رفعت نسبتهم الى %12من مجموع السكان العام وهو ما يساوي حوالي 2.5 مليون ، ويشمل هذا العدد كلا من الشيعة والعلويين.
العرب المسيحيون: يشكلون ما نسبته 6% من مجموع العرب بتعداد قدره 1.25 مليون 
العرب الدروز: يشكلون نسبة لا تتجاوز 3% من مجموع العرب وبتعداد لا يتجاوز 250 الفا . لكن وزارة الخارجية الامريكية ترفع تعدادهم الى نصف مليون .
الشيعة العرب: حتى فترة الستينيات كانت نسبتهم اقل من 0.5% لكن عمليات التشييع التي مارستها ايران منذ عام 2000 رفعت نسبتهم الى نحو 2% على حساب الطوائف الاخرى 
العرب الاسماعيليون: وهم اقل الأقليات الدينية العربية ولا يوجد نسبة مؤكدة لتعدادهم ولكنهم لا يتجاوزون نسبة 1%.
سيتتم في الفصل الخاص بالاقليات الدينية تناول كل طائفة بشكل منفصل ومناقشة جملة الأمور التي تخصها ومنها الاعداد والتوزع الجغرافي.

تعليقات